أَعراف (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أَعراف: (عَلَی الاَعْرافِ رِجالٌ) و
«الأعراف» في اللغة جمع
«عرف» بمعنى المحل و الموضع المرتفع، و لهذا يطلق على شعر ناصية الفرس، و الريش الموجود على عنق الديك لفظ
العرف، فيقال «
عرف الفرس» أو «
عرف الديك»، و من هذا المنطلق يطلق على المكان المرتفع من البدن لفظ
العرف أيضا (و سوف نتحدث بتفصيل حول خصوصيات منطقة
الأعراف التي جاء ذكرها في هذه الآية بعد الفراغ من تفسير الآيات).
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَعراف» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَ عَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَ نَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَ هُمْ يَطْمَعُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(و بينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) الحجاب معروف وهو الستر المتخلل بين شيئين يستر أحدهما من الآخر. والأعراف أعالي الحجاب، والتلال من الرمل والعرف للديك وللفرس وهو الشعر فوق رقبته وأعلا كل شئ ففيه معنى العلو على أي حال، وذكر الحجاب قبل الأعراف، وما ذكر بعده من إشرافهم على الجميع وندائهم أهل الجنة والنار جميعا كل ذلك يؤيد أن يكون المراد بالاعراف أعالي الحجاب الذي بين
الجنة و
النار وهو المحل المشرف على الفريقين أهل الجنة وأهل النار جميعا. والسيماء العلامة قال
الراغب: السيماء والسيمياء العلامة، قال الشاعر :
له سيمياء لا تشق على البصر
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ عَلَى اَلْأَعْرََافِ رِجََالٌ) اختلف في المراد بالرجال هنا على أقوال فقيل إنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فحالت حسناتهم بينهم و بين النار و حالت سيئاتهم بينهم و بين الجنة فجعلوا هناك حتى يقضي
الله فيهم ما شاءثم يدخلهم الجنة عن
ابن عباس و
ابن مسعود و ذكر أن بكر
بن عبد الله المزني قال للحسن بلغني أنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فضرب الحسن يده على فخذه ثم قال هؤلاء قوم جعلهم الله على تعريف أهل الجنة و النار يميزون بعضهم من بعض و الله لا أدري لعل بعضهم معنا في هذا البيت و قيل إن الأعراف موضع عال على الصراط عليه حمزة و العباس و علي و جعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه و مبغضيهم بسواد الوجوه عن الضحاك عن ابن عباس رواه الثعلبي بالإسناد في تفسيره و قيل إنهم الملائكة في صورة الرجال يعرفون أهل الجنة و النار و يكونون خزنة الجنة و النار جميعا أو يكونون حفظة الأعمال الشاهدين بها في الآخرة عن أبي مجلز و قيل إنهم فضلاء المؤمنين عن الحسن و مجاهد و قيل إنهم الشهداء و هم عدول الآخرة عن الجبائي و قال أبو
جعفر الباقر (علیهالسلام) هم آل محمد (علیهالسلام) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه و قال أبو عبد الله
جعفر بن محمد (علیهالسلام) الأعراف كثبان بين الجنة و النار فيقف عليها كل نبي و كل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده و قد سيق المحسنون إلى الجنة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنة فيسلم المذنبون عليهم و ذلك.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.