أَفاءَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَفاءَ: (مَّا اَفآءَ اللَّهُ) «أفاء» من مادّة
(فيء) على وزن شيء- و هي في الأصل بمعنى الرجوع، و إطلاق كلمة
(فيء) على هذا اللون من الغنائم لعلّه باعتبار أنّ اللّه سبحانه قد خلق هذه النعم و الهبات العظيمة في عالم الوجود في الأصل للمؤمنين، و على رأسهم
الرّسول الأعظم (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) الذي هو أشرف الكائنات، و بناء على هذا فإنّ الجاحدين لوجود اللّه و العاصين له بالرغم من امتلاكهم للبعض من هذه النعم بموجب القواعد الشرعية و العرفية، إلّا أنّهم يعتبرون غاصبين لها، و لذلك فإنّ عودة هذه الأموال إلى أصحابها الحقيقيين (و هم
المؤمنون) يسمّى
(فيئا) في الحقيقة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَفاءَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: لإفاءة الإرجاع من الفيء بمعنى الرجوع، وضمير
(مِنْهُمْ) لبني النضير والمراد من أموالهم. وإيجاف الدابة تسييرها بإزعاج وإسراع والخيل الفرس، والركاب الإبل و
(مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) مفعول
(فَما أَوْجَفْتُمْ) و مِنْ زائدة للاستغراق. والمعنى: والذي أرجعه
الله إلى رسوله من أموال بني النضير ـ خصه به وملكه وحده إياه ـ فلم تسيروا عليه فرسا ولا إبلا بالركوب حتى يكون لكم فيه حق بل مشيتم إلى حصونهم مشاة لقربها من المدينة ، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير وقد سلط النبي صلىاللهعليهوآله على
بني النضير فله فيئهم يفعل فيه ما يشاء. قوله تعالى:
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ) إلخ، ظاهره أنه بيان لموارد مصرف الفيء المذكور في الآية السابقة مع تعميم الفيء لفيء أهل القرى أعم من بني النضير وغيرهم.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان: ثم ذكر سبحانه حكم الفئ فقال:
(ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) أي من أموال
كفار أهل القرى.
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَ بَنَاتِ عَمِّكَ وَ بَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَ بَنَاتِ خَالِكَ وَ بَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَ امْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَ هَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والمراد بالأجور المهور، والثاني ما في قوله:
(وَ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) أي من يملكه من الإماء الراجعة إليه من
الغنائم و
الأنفال، وتقييد
ملك اليمين بكونه مما أفاء الله عليه كتقييد
الأزواج.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مِمََّا أَفََاءَ اَللََّهُ عَلَيْكَ) من الغنائم و الأنفال فكانت من الغنائم مارية القبطية
أم ابنه إبراهيم و من الأنفال صفية و جويرية أعتقهما و تزوجهما.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.