أَوْزار (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أَوْزار: (یَحْمِلُونَ اَوْزارَهُمْ) «الأَوْزار»: جمع
«وزر»، بمعنى الحمل الثقيل، و جاءت بمعنى
الذنب أيضا، و يقال للوزير لعظم ما يحمل من مسئولية.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ألأَوْزار» نذكر أهمها في ما يلي:
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و قال
الراغب في
المفردات: الوزر ( بفتحتين ) الملجأ الذي يلتجأ إليه من
الجبل، قال : «
كَلَّا لا وَزَرَ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ»
و الوزر ( بالكسر فالسكون ) الثقل تشبيها بوزر الجبل ، و يعبر بذلك عن
الإثم كما يعبر عنه بالثقل ، قال «
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً»
الآية كقوله : «
وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ»
، انتهى.
و الآية تبين تبعة أخرى من تبعات إنكارهم
البعث و هو أن الساعة سيفاجئهم فينادون بالحسرة على تفريطهم فيها ويتمثل لهم أوزارهم و ذنوبهم و هم يحملونها على ظهورهم و هو أشق أحوال الإنسان و أردؤها ألا ساء ما يزرون و يحملونه من
الثقل أو من الذنب أو من وبال الذنب.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزََارَهُمْ» أي أثقال ذنوبهم.
(لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى : (
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) إلى آخر الآية. قال في المفردات : الوزر ـ بفتحتين ـ الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل ، قال تعالى: «
كَلَّا لا وَزَرَ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ»
و الوزر بالكسر فالسكون ـ الثقل تشبيها بوزر الجبل، و يعبر بذلك عن الإثم كما يعبر عنه بالثقل ، قال تعالى : «
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً»
الآية كقوله : «وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ.»
قال : و حمل وزر الغير بالحقيقة هو على نحو ما أشار إليه (صلىاللهعليهوآله) بقوله : « من سن سنة حسنة كان له أجرها ـ وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء ، و من سن سنة سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها » أي مثل وزر من عمل بها ، و قوله : «
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى»
أي لا تحمل وزره من حيث يتعرى المحمول عنه ، انتهى.
بحسب الحقيقة فكما أن العمل عمل واحد حسنة أو سيئة كذلك وزره وعذابه مثلا واحد لا تعدد فيه ، غير أن نفس العمل لما كان قائما بأكثر من واحد ـ قيامه بالآمر و الفاعل قياما طوليا لا عرضيا يوجب المحذور ـ كانت تبعته من الوزر والعذاب قائمة بأكثر من واحد ، فهناك وزر واحد يزرها اثنان ، و عذاب واحد يعذب به الآمر والفاعل جميعا.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان: «
لِيَحْمِلُوا أَوْزََارَهُمْ كََامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» اللام للعاقبة و المعنى كان عاقبة أمرهم حين فعلوا ذلك أن حملوا أوزار كفرهم تامة
يوم القيامة. «
وَ مِنْ أَوْزََارِ اَلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ» أي و يحملون مع أوزارهم بعض أوزار الذين أضلوهم عن سبيل الله و أغووهم عن اتباع الحق و هو وزر الإضلال و الإغواء و لم يحملوا وزر غوايتهم و ضلالهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.