الاستتباع
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
وهو بمعنى
طلب التبعيّة من الغير.
الاستتباع-
لغةً- جعل الغير تابعاً، يقال: استتبع
كلبة له أي جعلها تتبعه، وقد يعبّر عنه بطلب التبعيّة من الغير أيضاً، يقال: استتبعه إذا طلب إليه أن يتبعه.
ولا يخرج استعمال
الفقهاء لهذا
اللفظ عن
المعنى اللغوي.
تتعلّق بالاستتباع
أحكام تختلف باختلاف مواطن
البحث، وهي:
هل يجوز لمن دعي إلى
طعام أن يستتبع شخصاً آخر
كولده إليه؟ وهل يجوز للمدعوّ حينئذٍ
أكل الطعام أو لا؟
في المسألة قولان:
الحرمة، والمستند فيه قول
الإمام الصادق عليه السلام في
موثق السكوني:
«إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يتبعنّ ولده فإنّه إن فعل أكل
حراماً ودخل
عاصياً».
فإنّ
النهي عن الاستتباع ظاهر في الحرمة
والمنع، ويدلّ ذيل الموثّق أيضاً على حرمة أكل المدعوّ في هذه الحالة.
ومن المعلوم أنّ الحرمة إنّما هي عند عدم
إحراز إذن الداعي له مع الاستتباع، ولكن لو دلّت
القرائن والفحوى على الإذن لم يكن به بأس.
الكراهة، كما اختاره بعض
الفقهاء.
واحتمل
المحقق النجفي أن يكون مستنده هو الموثّق، بحمل النهي فيه على الكراهة. ولكن ناقش فيه بقوله: «ولكنّه لا يخلو من نظر؛ لما عرفت».
ومقصوده ما سبق منه من أنّ النهي ظاهر في الحرمة.
ويضاف إلى ذلك أنّ التعبير
بالعصيان في الذيل صريح في الحرمة بعد أن كان
الضمير راجعاً إلى
الوالد، وأنّ الحكم بالحرمة والمنع موافق للقاعدة المسلّمة من حرمة
التصرف في مال الغير إلّا بطيب نفسه، فلا وجه بعد ذلك لحمل النهي في الموثّق على الكراهة.
يجوز للرجل أن يستتبع في
عقد الجزية من شاء من
الأقارب وإن لم يكن من
محارمه دون
الأجانب.
إذا وقف الرجل
للصلاة جاز للرجال والنساء الاقتداء به سواء نوى استتباع الرجال والنساء، أو استتباع الرجال خاصّة، أو استتباع النساء خاصّة، أو لم ينو استتباع أحد،
فلا يشترط في صحّة
صلاة الجماعة نيّة
الإمام اقتداء
المأمومين به.
الموسوعة الفقهية، ج۱۱، ص۴۸.