باب الحناطين
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
باب من أبواب المسجد الحرام يقع بإزاء
الركن الشامي.
الباب: اسم لمدخل الشيء، والأصل فيه مداخل الأمكنة، كباب المدينة والدار والبيت، وجمعه أبواب
.
والحنّاطون: قوم سمّوا بذلك لبيعهم الحنطة أو الحنوط، وهو طيب يوضع للميت خاصة
.
فباب الحنّاطين: هو الباب الذي يباع عنده الحنطة أو الحنوط، وهو أحد أبواب
المسجد الحرام.
ويطلقه الفقهاء علی المعنی اللغوي نفسه، لكن يقصدون به ما يقع بإزاء الركن الشامي، وهو باب
بني جُمح، وهي قبيلة من قبائل قريش، ولم يعرف لـه أثـر فـي هـذا الزمان
. قال
المحقّق الكركي: « ولم أجد من يعرف موضع هذا الباب؛ فإنّ المسجد قد زيد فيه، فينبغی أن يتحرّي الخارج موازاة الركن الشامي، ثمّ يخرج »
.
ذكر الفقهاء أحکام باب الحنّاطین، ونشیر إلیها ـ إجمالاً ـ فیما یلی:
يستحبّ لمن يريد الخروج من المسجد الحرام أن يخرج من باب الحنّاطين
؛ لما رواه
علي بن مهزيار في الصحيح، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليهالسلام في سنة خمس عشرة ومئتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، وطاف بالبيت يستلم
الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان الشوط السابع استلمه، واستلم الحجر ومسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده، ثمّ أتی المقام فصلّی خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلی دبر الكعبة إلی الملتزم، فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين...
. إلاّ أنّ الاستدلال بهذه الرواية مشكل؛ لعدم إحراز
فعل المعصوم ذلك لخصوصية عبادية، مع عدم ثبوت التكرار أو القرينة الإضافية.
ذكر الفقهاء آداباً للخروج من باب الحنّاطين، كالنظر إلی
الكعبة والسجود للّه سبحانه وتعالی والدعاء والتصدّق بالتمر
. قال
الشيخ الصدوق: « فإذا بلغت باب الحنّاطين فانظر إلی الكعبة وخرّ ساجداً، واسأل اللّه أن يتقبّل منك، ولا يجعله آخر العهد منك، ثمّ تقول وأنت مارٌّ: آئبون تائبون حامدون لربّنا شاكرون، إلی اللّه راغبون، وإلی اللّه راجعون، وصلّی اللّه علی
محمّد وآله وسلّم تسليماً كثيراً، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل »
.
الموسوعة الفقهية ج۲۰، ص۴۰-۴۱.