بَرَزُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بَرَزُوا:
(وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ ) (
برزوا) من مادّة (
بروز) بمعنى الظّهور، فعند ما يستعد
المحارب للقتال و يتّجه إلى الميدان يقال أنّه برز للقتال، و إذا طلب
القتال من الأعداء يقال أنّه طلب مبارزا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بَرَزُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَ جُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَ ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَ انصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قوله تعالى :
(و لما برزوا لجالوت و جنوده) الخ البروز هو الظهور، و منه البراز وهو الظهور للحرب، و الافراغ صب نحو المادة السيالة في القالب و المراد افاضة
الله سبحانه الصبر عليهم على قدر ظرفيتهم فهو استعارة بالكناية لطيفة ، و كذا تثبيت الاقدام كناية عن الثبات و عدم الفرار.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان: اللغة: البروز: أصله الطهور، ومنه البراز: و هي الأرض الفضاء. و رجل برز، و
امرأة برزة أي: ذو عفة و فضل، لظهور ذلك منهما.
(و لما برزوا لجالوت) أي: ظهر
طالوت و
المؤمنون معه لمحاربة
جالوت.
(وَ بَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً ) إلى آخر الآية ، البروز هو الخروج إلى البراز بفتح الباء و هو الفضاء يقال : برز إليه إذا خرج إليه بحيث لا يحجبه عنه حاجب ، و منه المبارزة و البراز كخروج المقاتل من الصف إلى كفئه من
العدو.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و برزوا لله جميعا) أخبر سبحانه أن الخلق يبرزون يوم
القيامة لله أي: يظهرون من قبورهم، و يخرجون منها، لحكم الله. فاللفظ للماضي، و المراد به الاستقبال للتحقيق، و صحة الوقوع. وقيل: معناه سيبرزون لله جميعا القادة و الأتباع، عن
ابن عباس.
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتُ وَ بَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: و قوله :
(وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) معنى بروزهم و ظهورهم لله يومئذ ـ مع كون الأشياء بارزة غير خفية عليه دائما ـ سقوط جميع العلل و الأسباب التي كانت تحجبهم عنه تعالى ما داموا في الدنيا فلا يبقى يومئذ ـ على ما يشاهدون ـ شيء من الأسباب يملكهم و يتولى أمرهم و يستقل بالتأثير فيهم إلا الله سبحانه كما يدل عليه آيات كثيرة فهم لا يلتفتون إلى جانب و لا يتوجهون إلى جهة في ظاهرهم و باطنهم و حاضرهم و الماضي الغائب من أحوالهم و أعمالهم إلا وجدوه سبحانه شاهدا مهيمنا عليه محيطا به.
و الدليل على هذا الذي ذكرناه توصيفه تعالى بالواحد القهار المشعر بنوع من الغلبة فبروزهم لله يومئذ إنما هو ناشئ عن كونه تعالى هو الواحد الذي يقوم به وجود كل شيء ويقهر كل من دونه من مؤثر فلا يحول بينهم وبينه حائل فهم بارزون له بروزا مطلقا.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و برزوا لله)أي: يظهرون من أرض قبورهم للمحاسبة، لا يسترهم شئ، و جعل ذلك بروزا لله، لأن حسابهم معه، و إن كانت
الأشياء كلها بارزة له، لا يسترها عنه شئ.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.