تقوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تقوا (لَارَیْبَ فیهِ هُدیً لِلْمُتَّقینَ) «تقوا » المشتقة من المصدر
(وقاية) معناها حماية
النفس و إبعادها عن عناصر السوء و الفساد.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تقوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: المتقون هم
المؤمنون، و ليست التقوى من الاوصاف الخاصة لطبقة من طبقاتهم اعني: لمرتبة من مراتب
الإيمان حتى تكون مقاما من مقاماته نظير
الإحسان و الإخبات و
الخلوص، بل هي صفة مجامعة لجميع مراتب الايمان إذا تلبس الايمان بلباس التحقق، و الدليل على ذلك انه تعالى لا يخص بتوصيفه طائفة خاصة من طوائف المؤمنين على اختلاف طبقاتهم و درجاتهم و الذي اخذه تعالى من الاوصاف المعرفة للتقوى في هذه الآيات التسع عشرة التي يبين فيها المؤمنين و
الكفار و
المنافقين، خمس صفات، وهي الايمان بالغيب، و اقامة
الصلوة، و
الانفاق مما رزق
الله سبحانه ، و الايمان بما انزله على انبيائه، والايقان بالآخرة، و قد وصفهم بانهم على هدى من ربهم فدل ذلك على ان تلبسهم بهذه الصفات الكريمة بسبب تلبسهم بلباس الهداية من الله سبحانه، فهم انما صاروا متقين اولي هذه الصفات بهداية منه تعالى، ثم وصف الكتاب بانه هدى لهؤلاء المتقين بقوله تعالى:
(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) فعلمنا بذلك : ان الهداية غير الهداية، و ان هؤلاء وهم متقون محفوفون بهدايتين، هداية اولى بها صاروا متقين، و هداية ثانية اكرمهم الله سبحانه بها بعد التقوى.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: روي عن
النبي(صلىاللهعليهوآله) أنه قال: جماع التقوى في قوله تعالى:
(إن الله يأمربالعدل و الإحسان) و قيل: المتقي الذي اتقى ما حرم عليه، و فعل ما أوجب عليه. و قيل: هو الذي يتقي بصالح أعماله عذاب الله. و سأل
عمربن الخطاب كعب الأحبار عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك؟ فقال: نعم. قال: فما عملت فيه؟ قال: حذرت و تشمرت. فقال كعب: ذلك التقوى. و نظمه بعض
الناس، فقال: الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى و اصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى و روي عن النبي( صلىاللهعليهوآله ) أنه قال: إنما سمي المتقون لتركهم ما لا بأس به حذرا للوقوع فيما به بأس. و قال
عمربن عبد العزيز: التقي ملجم كالمجرم في الحرم. و قال بعضهم: التقوى أن لا يراك الله حيث نهاك، و لا يفقدك حيث أمرك.
(وَ اكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ الَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: وقد ذكر سبحانه الذين تنالهم الرحمة بأوصاف عامة و هي التقوى و إيتاء
الزكاة و الإيمان بآيات الله من غير أن يقيدهم بما يخص قومه كقولنا : للذين يتقون منكم و نحو ذلك لأن ذلك مقتضى عموم البيان في قوله :
(عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ)الآية و البيان العام ينتج نتيجة عامة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(فسأكتبها للذين يتقون)أي: فسأوجب رحمتي للذين يتقون الشرك أي: يجتنبونه. و قيل: يجتنبون
الكبائر و
المعاصي.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَ عُيُونٍ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَ فَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الظلال و العيون ظلال الجنة و عيونها التي يتنعمون بالاستظلال بها و شربها، و الفواكه جمع فاكهة و هي الثمرة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(إن المتقين) الذين اتقوا
الشرك و الفواحش.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.