تمكين (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تمكين (وَ لَقَدْ مَکَّنَّاکُمْ فِی الاَرْضِ) «تمكين» هنا ليس بمعنى أن يوضع شخص في مكان مّا، بل معناه أن يعطى و يوفّر له كل ما يستطيع بواسطته على تنفيذ مآربه، و تهيئة أدوات العمل له، و رفع الموانع و إزالتها عن طريقه، و يطلق على مجموع هذا لفظ
«تمكين»، فإننا نقرأ في القرآن الكريم حول يوسف:
(وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ) أي أننا جعلنا جميع الإمكانيات تحت تصرّفه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تمكين» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَ جَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: التمكين في الأرض هو الإسكان و الإيطان فيها أي جعلنا مكانكم الأرض، و يمكن أن يكون من التمكين بمعنى الإقدار و التسليط، ويؤيد المعنى الثاني أن هذه الآيات تحاذي بنحو ما في سورة
البقرة من قصة
آدم و
إبليس وقد بدئت الآيات فيها بقوله:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) و هو التسليط و التسخير. غير أن هذه الآيات التي نحن فيها لما كانت تنتهي إلى قوله:
(وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ) كان المعنى الأول هو الأنسب و قوله:
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ) الخ كالإجمال لما تفصله الآيات التالية إلى آخر قصة الجنة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ لَقَدْ مَكَّنََّاكُمْ فِي اَلْأَرْضِ) أي مكناكم من التصرف فيها و ملكناكموها و جعلناها لكم قرارا.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.