تَبَوَّؤُا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَبَوَّؤُا:
(وَ الَّذینَ تَبَوَّؤُ الدَّارَ) «تبوّؤا» من مادّة
(بواء) على وزن (دواء) و هي في الأصل بمعنى تساوي أجزاء المكان، و بعبارة اخرى يقال:
(بواء) لترتيب و تسوية مكان (ما)، هذا التعبير كناية لطيفة لهذا المعنى، و هو أنّ طائفة
الأنصار- أهل
المدينة- قد هيّئوا الأرضية المناسبة للهجرة، و كما يخبرنا التاريخ فإنّ الأنصار قدموا مرّتين إلى
«العقبة»- و هي مضيق قرب
مكّة- و بايعوا
رسول اللّه متنكّرين، و رجعوا إلى
المدينة مبلّغين، و معهم
«مصعب بن عمير» ليعلّمهم امور دينهم و ليهيئ الأرضية المناسبة لهجرة الرّسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم).
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَبَوَّؤُا» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَ الْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَ لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا) - و المراد بهم الأنصار ـ مبتدأ خبره
(يُحِبُّون) إلخ، و المراد بتبوي الدار و هو تعميرها بناء مجتمع ديني يأوي إليه المؤمنون على طريق الكناية، و الإيمان معطوف على
(الدَّارَ) و تبوي الإيمان و تعميره رفع نواقصه من حيث العمل بحيث يستطاع العمل بما يدعو إليه من الطاعات و القربات من غير حجر ومنع كما كان بمكة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(والذين تبوأوا الدار) يعني المدينة، و هي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين. و تقدير الآية: و الذين تبوأوا الدار من قبلهم
(و الإيمان) لأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين، وعطف الإيمان على الدار في الظاهر، لا في المعنى، لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ و التقدير: و آثروا الإيمان.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.