تَغيضُ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تغیضُ: (وَ مَا تَغِیضُ الاَرْحامُ) «تغيض» أصلها
(الغيض) بمعنى ابتلاع السائل و هبوط مستوى الماء. و تأتي بمعنى النقصان و الفساد، و
«الغيضة» المكان الذي يقف فيه الماء فيبتلعه، و «ليلة
غائضة» اي مظلمة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَغيضُ» نذكر أهمها في ما يلي:
(اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ وَ كُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان:
(وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ ) أي تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض و الغيضة المكان الذي يقف فيه الماء فيبتلعه و ليلة غائضة أي مظلمة انتهى. و على هذا فالأنسب أن تكون الأمور الثلاثة المذكورة في الآية أعني قوله:
(ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ) و
(ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ ) و
(ما تَزْدادُ) الحيض تنصب فيها فتصرفه الرحم في غذاء الجنين، و ما تزداده هو الدم التي تدفعها إلى خارج كدم النفاس و الدم أو الحمرة التي تراها أيام الحمل أحيانا و هو الذي يظهر من بعض ما روي عن أئمة
أهل البيت (عليهالسلام) و ربما ينسب إلى
ابن عباس. و أكثر المفسرين على أن المراد بما تغيض الأرحام الوقت الذي تنقصه الأرحام من مدة الحمل و هي تسعة أشهر، و المراد بما تزداد ما تزيد على ذلك. و فيه خلوة عن شاهد يشهد عليه فإن الغيض بهذا المعنى نوع من الاستعارة التي لا غنى لها عن القرينة. و يروى عن بعضهم أن المراد بما تغيض الأرحام ما تنقص عن أقل مدة الحمل و هي ستة أشهر و هو السقط و بما تزداد ما يولد لأقصى مدة الحمل، و عن بعض آخر أن الغيض النقصان من الأجل و الإزدياد الإزدياد فيه. و يرد على الوجهين ما أوردناه على سابقهما، وقد عرفت أن الأنسب بسياق الآية النقص و الزيادة فيما يقذف في الرحم من الدم.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(و ما تغيض الأرحام) أي: يعلم الوقت الذي تنقصه الأرحام من المدة التي هي تسعة أشهر.
(و ما تزداد) على ذلك عن أكثر
المفسرين. و قال
الضحاك: الغيض النقصان من الأجل. و الزيادة: ما يزداد على الأجل، و ذلك أن النساء لا يلدن لأجل واحد. و قيل: يعني بقوله:
(و ما تغيض الأرحام) الولد الذي تأتي به المرأة لأقل من ستة أشهر،
(و ما تزداد): الولد الذي تأتي به المرأة لأقصى مدة الحمل،
عن الحسن. و قيل: معناه ما تنقص الأرحام من دم الحيض، و هو انقطاع الحيض، و ما تزداد بدم النفاس بعد الوضع،
عن ابن عباس بخلاف، و
ابن زيد.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.