تَنُّور (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَنُّور (وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِیهَا) التنّور بتشديد النون، هو المكان الذي ينضج الخبز فيه بعد أن كان عجينا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَنُّور » نذكر أهمها في ما يلي:
(حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَ فَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ مَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و التنور تنور الخبز، و هو مما اتفقت فيه اللغتان: العربية و الفارسية أو الكلمة فارسية في الأصل.و فوران التنور نبع الماء وارتفاعه منه، وقد ورد في الروايات : أن أول ما ابتداء الطوفان يومئذ ـ كان ذلك بتفجر الماء من تنور، وعلى هذا فاللام في التنور للعهد يشار بها إلى تنور معهود في الخطاب، و يحتمل اللفظ أن يكون كناية عن اشتداد غضب
الله تعالى فيكون من قبيل قولهم: «حمي الوطيس» إذا اشتد الحرب. فقوله:
(حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ) أي كان الأمر على ذلك حتى إذا جاء أمرنا أي تحقق الأمر الربوبي وتعلق بهم و فار الماء من التنور أو اشتد غضب
الرب تعالى قلنا له كذا وكذا. و في التنور أقوال أخر بعيدة من الفهم كقول من قال إن المراد به طلوع الفجر وكان عند ذلك أول ظهور الطوفان، وقول بعضهم: إن المراد به أعلى الأرض وأشرفها أي انفجر الماء من الأمكنة المرتفعة ونجود الأرض، و قول آخرين: إن التنور وجه الأرض هذا.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ فََارَ اَلتَّنُّورُ) بالماء أي ارتفع الماء بشدة اندفاع و في التنور أقوال (أولها) أنه تنور الخابزة و أنه تنور كان لآدم فار الماء منه علامة
نوح (علیهالسلام) إذ نبع الماء من موضع غير معهود خروجه منه عن
ابن عباس و
الحسن و
مجاهد ثم اختلف في ذلك فقال قوم أن التنور كان في دار نوح (ع) بعين وردة من أرض
الشام و قال قوم بل كان في ناحية الكوفة و هو المروي عن أئمتنا (ع) و روى
المفضل بن عمر عن
أبيعبدالله (ع) في حديث طويل قال كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دير
قبلة ميمنة مسجد الكوفة قال قلت فكيف كان بدء خروج الماء من ذلك التنور قال نعم إن
الله أحب أن يري قوم نوح آية ثم أن الله سبحانه أرسل عليهم المطر يفيض فيضا و فاض الفرات فيضا و فاضت العيون كلها فيضا فغرقهم الله و أنجى نوحا و من معه في السفينة فقلت فكم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء فخرجوا منها فقال لبث فيها سبعة أيام بلياليها فقلت له إن مسجد الكوفة لقديم فقال نعم و هو
مصلى الأنبياء و لقد صلى فيه
رسول الله (ص) حين أسري به إلى السماء قال له
جبرائيل (ع) يا
محمد هذا
مسجد أبيك
آدم و مصلى الأنبياء فانزل فصل فيه فنزل فصلى فيه ثم أن جبرائيل (ع) عرج به إلى السماء و في رواية أخرى أن السفينة استقلت بما فيها فجرت على ظهر الماء مائة و خمسين يوما بلياليها و روى
أبوعبيدةالحذاء عن
أبيجعفر (ع) قال مسجد كوفان وسطه روضة من رياض الجنة الصلاة فيه بسبعين صلاة صلى فيه ألف
نبي و سبعون نبيا فيه فار التنور و جرت السفينة و هو سرة
بابل و مجمع الأنبياء (ع) (و ثانيها) أن التنور وجه الأرض عن ابن عباس و
الزهري و عكرمة و اختاره
الزجاج و يؤيده قوله
(وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ عُيُوناً) (و ثالثها) أن معنى قوله
(وَ فََارَ اَلتَّنُّورُ) طلع الفجر و ظهرت أمارات دخول النهار و تقضي الليل من قولهم نور الصبح تنويرا و روي ذلك عن
علي (ع) (و رابعها) أن التنور أعلى الأرض و أشرفها و المعنى نبع الماء من الأمكنة المرتفعة فشبهت بالتنانير لعلوها عن قتادة (و خامسها) أن فار التنور معناه اشتد غضب الله عليهم و وقعت نقمته بهم كما تقول العرب حمي الوطيس إذا اشتد الحرب و فار قدر القوم إذا اشتد حربهم قال الشاعر:
تفور علينا قدرهم فنذيمها و نفثاها عنا إذا حميهاغلا | | |
| | |
يريد بالقدر الحرب و نذيمها نسكنها و هذا أبعد الأقوال من الأثر و حمل الكلام على الحقيقة التي تشهد بها الرواية أولى.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.