تُدْلوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تُدْلوا:
(وَ تُدْلُوا بِها اِلَی الْحُکَّامِ) «تدلوا» من مادّة
إدلاء، و هي في الأصل بمعنى إنزال الدلو في البئر لإخراج الماء، و هو تعبير جميل للموارد الّتي يقوم الإنسان فيها بتسبيب الأسباب لنيل بعض الأهداف الخاصّة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« تُدْلوا » نذكر أهمها في ما يلي:
وَ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَ تُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَ أَنتُمْ تَعْلَمُونَ قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: قوله تعالى:
(و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا)، الادلاء هو ارسال الدلو في البئر لنزح الماء كني به عن مطلق تقريب المال إلى الحكام ليحكموا كما يريده
الراشي، و هو كناية لطيفة تشير إلى استبطان حكمهم المطلوب
الرشوة الممثل لحال الماء الذي في البئر بالنسبة إلى من يريده، و الفريق هو القطعة المفروقة المعزولة من الشئ، و الجملة معطوفة على قوله: تأكلوا، فالفعل مجزوم بالنهي، ويمكن ان يكون الواو بمعنى مع و الفعل منصوبا بأن المقدرة، التقدير مع ان تأكلوا فتكون الآيه بجملتها كلاما واحدا مسوقا لغرض واحد، و هو النهي عن تصالح الراشي و
المرتشي على أكل أموال الناس بوضعها بينهما و تقسيمها لانفسهما بأخذ الحاكم ما أدلى به منها إليه واخذ الراشي فريقا آخر منها بالاثم و هما يعلمان ان ذلك باطل غير حق.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(و تدلوا بها إلى الحكام )و تلقوا بها إلى القضاة. و قيل فيه أقوال أحدها: إنه
الودائع، و ما لا يقوم عليه بينة، عن
ابن عباس و
الحسن و
قتادة. و ثانيها: إنه مال اليتيم في يد الأوصياء، لأنهم يدفعونه إلى الحكام إذا طولبوا به، ليقطعوا بعضه، و تقوم لهم في الظاهر حجة، عن
الجبائي و ثالثها: إنه ما يؤخذ بشهادة الزور، عن
الكلبي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.