جِدالَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
جِدالَ: (وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ) «جدال» تأتي بمعنى المكالمة المقرونة بالنّزاع، و هي في الأصل بمعنى شدّ الحبل و لفّه، و من هذا استعملت في الجدال بين اثنين، لأنّ كلّ منهما يشدّ الكلام و يحاول إثبات صحّة رأيه و نظره.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«جِدالَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَ لاَ فُسُوقَ وَ لاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَ مَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَ تَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَ اتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:و الجدال المراء في الكلام، لكن السنة فسرت الرفث
بالجماع، و الفسوق، بالكذب ، والجدال بقول لا و
الله و بلى و الله.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ لاََ جِدََالَ فِي اَلْحَجِّ) روى أصحابنا أنه قول لا و الله و بلى و الله صادقا أو كاذبا و للمفسرين فيه قولان (أحدهما) أنه المراء و السباب و الإغضاب على جهة المحك و اللجاج عن
ابن عباس و
ابن مسعود و الحسن (و الثاني) أن معناه لا جدال في أن الحج قد استدار في ذي الحجة لأنهم كانوا ينسئون الشهور فيقدمون و يؤخرون فربما اتفق في غيره عن
مجاهد و
السدي.
(قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: كلام ألقوه إلى
نوح عليهالسلام بعد ما عجزوا عن دحض حجته و إبطال ما دعا إليه من الحق، و هو مسوق سوق التعجيز.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا) أي: خاصمتنا، و حاججتنا.
(وَ لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَ قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلَهُنَا وَ إِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: لما أمر في قوله:
اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ بالتبليغ والدعوة من طريق تلاوة الكتاب عقبه ببيان كيفية الدعوة فنهى عن مجادلة أهل الكتاب وهم على ما يقتضيه الإطلاق
اليهود و
النصارى و يلحق بهم
المجوس و
الصابئون ـ إلا بالمجادلة ـ التي هي أحسن المجادلة.
و المجادلة إنما تحسن إذا لم تتضمن إغلاظا و طعنا و إهانة ، فمن حسنها أن تقارن رفقا و لينا في القول لا يتأذى به الخصم و أن يقترب المجادل من خصمه و يدنو منه حتى يتفقا و يتعاضدا لإظهار الحق من غير لجاج و عناد فإذا اجتمع فيها لين الكلام و الاقتراب بوجه زادت حسنا على حسن فكانت أحسن.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان: المعنى: لما تقدم الأمر بالدعاء إلى الله سبحانه، بين عقيبه كيف يدعونهم، و كيف يجادلونهم فقال:
وَ لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ و هم نصارى
بني نجران.
و قيل: اليهود و النصارى.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ الْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَ هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَ جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: في مقام الجواب عما يسبق إلى الوهم أنهم استكبروا وجادلوا في آيات الله فلم يكن بهم بأس و سبقوا في ذلك.
و محصل الجواب: أن الأمم الماضين كقوم
نوح و الأحزاب من بعدهم
كعاد،
ثمود،
قوم لوط و غيرهم سبقوا هؤلاء إلى مثل صنيعهم من التكذيب و الجدال بالباطل و ۹هموا برسولهم ليأخذوه فحل بهم العقاب وكذلك قضي في حق
الكفار العذاب فتوهم أن هؤلاء سبقوا الله إلى ما يريد توهم باطل.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ) أي: خاصموا رسلهم بان قالوا: ما أنتم إلا بشر مثلنا، و هلا أرسل
الله إلينا
ملائكة، و بأمثال هذا من القول.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.