حسد (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حسد: (اَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ) «الحسد» خصلة سيئة شيطانية تظهر في الإنسان نتيجة عوامل مختلفة مثل: ضعف الإيمان، و ضيق النظر، و البخل. و هو يعني طلب و تمنّي زوال النعمة من شخص آخر. الحسد منبع كثير من الذنوب الكبيرة. عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السّلام قال: «إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب»
[۲] . و عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام قال: «أفة الدين الحسد و العجب و الفخر»
[۳] . ذلك لأن الحسود يعترض في الواقع على حكمة اللّه و على ما آت اللّه من نعمة لهذا الفرد أو ذاك. كما يقول سبحانه: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
[۴] .
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حسد» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:الجملة إيئاس لهم في حسدهم ، وقطع لرجائهم زوال هذه النعمة ، وانقطاع هذا الفضل بأن الله قد أعطى آل إبراهيم من فضله ما أعطى ، وآتاهم من رحمته ما آتى فليموتوا بغيظهم فلن ينفعهم الحسد شيئا.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ): معناه بل يحسدون الناس، واختلف في معنى (الناس) هنا على أقوال، فقيل: أراد به النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسدوه (على ما آتاهم الله من فضله) من النبوة وإباحة تسع نسوة، وميله إليهن. وقالوا: لو كان نبيا لشغلته النبوة عن ذلك، فبين الله سبحانه أن النبوة ليست ببدع في آل إبراهيم عليه السلام، (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة): يعني النبوة، وقد آتينا داود، وسليمان المملكة، وكان لداود تسع وتسعون امرأة، ولسليمان مائة امرأة. وقال بعضهم: كان لسليمان ألف امرأة: سبعمائة سرية، وثلاثمائة امرأة. وكان لداود مائة امرأة، فلا معنى لحسدهم محمدا على هذا، وهو من أولاد إبراهيم عليه السلام، وهم أكثر تزويجا، وأوسع مملكة منه، عن ابن عباس، والضحاك، والسدي. وقيل: لما كان قوام الدين به، صار حسدهم له كحسدهم لجميع الناس.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.