حسرت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حسرت: (قالُوا یا حَسْرَتَنَا) «التحسر» هو التأسف على شيء، غير أنّ العرب عند تأثرهم الشديد يخاطبون «الحسرة» فيقولون: «يا حسرتنا»، فكأنّهم يجسدونها أمامهم و يخاطبونها.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«حسرت» نذكر أهمها في ما يلي:
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:الحسر كشف الملبس عما عليه يقال : حسرت عن الذراع ، والحاسر من لا درع عليه ولا مغفر ، والمحسرة المكنسة ـ إلى أن قال ـ والحاسر المعيا لانكشاف قواه ـ إلى أن قال ـ والحسرة الغم على ما فاته والندم عليه كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه أو انحسر قواه من فرط غم أو أدركه إعياء عن تدارك ما فرط منه. انتهى موضع الحاجة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:ويقال: ما معنى دعاء الحسرة، وهي مما لا يعقل؟ والجواب: إن العرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن أمر عظيم، تقع فيه، جعلته نداء، فلفظه لفظ ما ينبه، والمنبه غيره.
(وَ لاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَ لاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:والحسر هو الانقطاع أو العرى أي ولا تبسط يدك كل البسط حتى يتعقب ذلك أن تقعد ملوما لنفسك وغيرك منقطعا عن واجبات المعاش أو عريانا لا تقدر على أن تظهر للناس وتعاشرهم وتراودهم.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(مَّحْسُورًا) منقطعا به، وليس عندك شئ، عن السدي، وابن عباس. وقيل عاجزا نادما عن قتادة وقيل: محسورا من الثياب. والمحسور: العريان عن أبي عبد الله عليه السلام، وقيل: معناه إن أمسكت قعدت ملوما مذموما، وإن أسرفت بقيت متحسرا مغموما، عن الجبائي. وقال الكلبي: لا تعط ما عندك جميعا، فيجئ الآخرون يسألونك، فلا تجد ما تعطيهم فيلومونك.
(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:أي يا ندامة العباد ونداء الحسرة عليهم أبلغ من إثباتها لهم ، وسبب الحسرة ما يتضمنه.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ) معناه: يا ندامة على العباد في الآخرة باستهزائهم بالرسل في الدنيا.
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:التحسر الاغتمام مما فات وقته لانحساره عنه بما لا يمكن استدراكه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) أي: يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله، عن ابن عباس. وقيل: قصرت في أمر الله، عن مجاهد، والسدي. وقيل: في طاعة الله، عن الحسن. قال الفراء: الجنب القرب أي: في قرب الله وجواره، يقال: فلان يعيش في جنب فلان أي: في قربه وجواره.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.