حَبْط (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حَبْط: (فَاُولئِکَ حَبِطَتْ اَعْمَالُهُمْ) (حبط) في الأصل كما يقول
الراغب في
مفرداته بمعنى أنّ الحيوان قد يأكل كثيرا حتّى تنتفخ بطنه، و بما أنّ هذه الحالة تؤدّي إلى فساد الغذاء و عدم تأثيره الإيجابي في الحيوان استعملت هذه الكلمة بمعنى البطلان و ذهاب الأثر، و لذلك ورد في
معجم مقاييس اللّغة أنّ معنى هذه الكلمة هو البطلان.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«حَبْط» نذكر أهمها في ما يلي:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَ لاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَ مَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:والحبط هو بطلان العمل وسقوط تأثيره ، ولم ينسب في القرآن إلا إلى العمل.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ) معناه: إنها صارت بمنزلة ما لم يكن لإيقاعهم إياها على خلاف التوجه المأمور به، لأن إحباط العلم وإبطاله، عبارة عن وقوعه على خلاف الوجه الذي يستحق عليه الثواب. وليس المراد أنهم استحقوا على أعمالهم الثواب، ثم انحبط، لأنه قد دل الدليل على أن الإحباط على هذا الوجه لا يجوز.
(وَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَ لِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: أن الحبط من الجزاء فإن الجزاء بالعمل و إذا كان العمل حابطا فإحباطه هو الجزاء، و الحبط إنما يتعلق بالأعمال التي فيها جهة حسن فتكون نتيجة إحباط الحسنات ممن له حسنات و سيئات أن يجزى بسيئاته جزاء سيئا و يجزى بحسناته بإحباطها فيتمحض له الجزاء السيئ.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) التي عملوها، و لا يستحقون بها مدحا، و لا ثوابا، لأنها وقعت على خلاف الوجه المأمور به، فصارت بمنزلة ما لم يعمل.
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَ حَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَ بَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: فأخبر أنهم إذا وردوا الحياة الآخرة وقعوا في دار حقيقتها أنها نار تأكل جميع أعمالهم في الحياة كما تأكل النار الحطب و تبير و تهلك كل ما تطيب به نفوسهم من محاسن الوجود، و تحبط جميع ما صنعوا فيها و تبطل ما أسلفوا من الأعمال في
الدنيا، و لذلك سماها سبحانه في موضع آخر بدار البوار أي الهلاك.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ حَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا) فلا يستحقون عليه ثوابا، لأنهم أوقعوه على خلاف الوجه المأمور بإيقاعه عليه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.