حَكَم (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حَکَم: (اَ فَغَیْرَ اللَّهِ اَبْتَغِی حَکَماً) «الحكم» القاضي و الحاكم، و بعضهم يراه مساويا للحاكم من حيث المعنى، و لكن يرى بعضهم، و منهم
الشيخ الطوسي (رحمهاللّه)، أنّ الحكم من لا يحكم بغير الحق، أمّا الحاكم فقد يحكم بكليهما، و يرى آخرون، و منهم صاحب المنار أنّ الحكم من يختاره الطرفان للحكم، و ليس الحاكم كذلك.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حَكَم» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَ هُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قال في المجمع: الحكم والحاكم بمعنى واحد إلا أن الحكم أمدح لأن معناه من يستحق أن يتحاكم إليه فهو لا يقضي إلا بالحق وقد يحكم الحاكم بغير حق. قال: ومعنى التفصيل تبيين المعاني بما ينفي التخليط المعمي للمعنى، وينفي أيضا التداخل الذي يوجب نقصان البيان عن المراد.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا) أي: أطلب سوى
الله حاكما، والحكم والحاكم بمعنى واحد، إلا أن الحكم أمدح، لأن معناه من يستحق أن يتحاكم إليه، فهو لا يقضي إلا بالحق، وقد يحكم الحاكم بغير حق، والمعنى: هل يجوز لأحد أن يعدل عن حكم الله رغبة عنه، أو هل يجوز أن يكون حكم سوى الله يساويه في حكمه.
(وَ لَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ رَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والمراد بالحكم بقرينة ذكره مع
الكتاب ما يحكم ويقضي به الكتاب من وظائف
الناس كما يذكره قوله تعالى:
(وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) وقال في
التوراة:
(يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ) فالحكم من لوازم الكتاب كما أن النبوة من لوازمه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ الْحُكْمَ) يعني العلم بالدين.
وقيل: العلم بالفصل بين الخصمين، وبين المحق والمبطل.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.