حَميْم (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حَمیْم: (مِن فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمیمُ) «حميم»: بمعنى الشيء الحارّ، و هنا جاء بمعنى الماء الحارق و الذي أشير له في آيات قرآنية سابقة كما في قوله تعالى يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ.
«يحموم»: من نفس المادّة أيضا، و هنا بمناسبة الظلّ فسّرت الكلمة بمعنى الظلّ الغليظ الأسود و الحارّ. ثمّ يضيف البارئ مؤكّدا فيقول:
(لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ). المظلّة عادة تحمي
الإنسان من الشمس و المطر و الهواء و لها منافع اخرى، و الظلّ المشار إليه في الآية الكريمة ليس له من هذه الفوائد شيء يذكر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«حَميْم» نذكر أهمها في ما يلي:
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: أي الماء الحار المغلي.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان: والحميم: الماء المغلي.
(فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والحميم الماء الشديد الحرارة، والتنوين فيهما لتعظيم الأمر ، واليحموم الدخان الأسود، وقوله
(« لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ») الظاهر أنهما صفتان للظل لا ليحموم وذلك أن الظل هو الذي يتوقع منه أن يتبرد بالاستظلال به ويستراح فيه دون الدخان.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ) أي في ريح حارة تدخل مسامهم وخروقهم، وفي ماء مغلي حار انتهت حرارته. (وظل من يحموم) أي دخان أسود شديد السواد، عن
ابن عباس و
أبي مالك و
مجاهد و
قتادة.
وقيل: اليحموم جبل في جهنم، يستغيث أهل النار إلى ظله.
(فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) كلمة« على » للاستعلاء وتفيد في المورد كون الشرب عقيب الأكل من غير ريث، والهيم جمع هيماء الإبل التي أصابها الهيام بضم الهاء وهو داء شبه الاستسقاء يصيب الإبل فتشرب الماء حتى تموت أو تسقم سقما شديدا، وقيل: الهيم الرمال التي لا تروى بالماء.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ) الشجر يؤنث ويذكر الشجر يؤنث و يذكر، فلذلك قال (منها) ثم قال (عليه). وكذلك الثمر يؤنث ويذكر. (فشاربون شرب الهيم) أي كشرب الهيم، وهي الإبل التي أصابها الهيام، وهو شدة العطش. فلا تزال تشرب الماء حتى تموت، عن ابن عباس و
عكرمة وقتادة.
وقيل: هي الأرض الرملية التي لا تروى بالماء، عن
الضحاك و
ابن عيينة.
(فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والمعنى: وأما إن كان من أهل التكذيب والضلال فلهم نزل من ماء شديد الحرارة، ومقاساة حر نار جحيم.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ) أي فنزلهم الذي أعد لهم من الطعام والشراب، من حميم جهنم.
(هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسَّاقٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الحميم الحار الشديد الحرارة الغساق على ما في المجمع، قيح شديد النتن، وفسر بتفاسير أخر.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان: والحميم: الماء الحار.
(وَ لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الحميم القريب الذي تهتم بأمره وتشفق عليه. إشارة إلى شدة اليوم فالإنسان يومئذ تشغله نفسه عن غيره حتى أن الحميم لا يسأل حميمه عن حاله لاشتغاله بنفسه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا) لشغل كل انسان بنفسه عن غيره، عن
مجاهد.
وقيل: لا يسال حميم أن يتحمل عنه من أوزاره، ليأسه منه وذلك في الآخرة، عن
الحسن.
وقال
الأخفش: الحميم من يخصه الرجل مودة وشفقة من قريب الرحم وبعيده. والحامة: الخاصة.
وقيل: معناه أنه لا يحتاج إلى سؤاله، لأنه يكون لكل علامة يعرف بها، فعلامة
الكافرين سواد الوجوه، وزرقة العيون، وعلامة
المؤمنين نضارة اللون، وبياض الوجوه.
(إِلَّا حَمِيمًا وَ غَسَّاقًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الحميم الماء الحار شديد الحر.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(إِلَّا حَمِيمًا) وهو الماء الحار، الشديد الحر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.