حَنيف (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حَنیف: (مِلَّةَ اِبْراهیمَ حَنیفاً) «حنيف» تعني الشخص الذي يترك الأديان الباطلة و يتبع دين الحق.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حَنیف» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ قَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:
(قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، جواب عن قولهم أي قل، بل نتبع ملة
إبراهيم حنيفا فإنها الملة الواحدة التي كان عليها جميع
أنبياؤكم، إبراهيم، فمن دونه، وما كان صاحب هذه الملة وهو إبراهيم من
المشركين ولو كان في ملته هذه الانشعابات، وهي الضمائم التي ضمها إليها المبتدعون، من الاختلافات لكان مشركا بذلك، فإن ما ليس من دين
الله لا يدعو إلى الله سبحانه، بل إلى غيره وهو الشرك، فهذا دين التوحيد الذي لا يشتمل على ما ليس من عند الله تعالى.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا): مستقيما. وقيل: مائلا إلى دين
الاسلام. وفي
الحنيفية أربعة أقوال
أحدها: إنها حج البيت، عن
ابن عباس و
الحسن و
مجاهد.
وثانيها: إنها اتباع الحق عن مجاهد.
وثالثها: إنها اتباع إبراهيم فيما أتى به من الشريعة التي صار بها إماما للناس بعده من الحج والختان وغير ذلك من شرائع الاسلام.
والرابع: إنها الإخلاص لله وحده في الإقرار بالربوبية، والإذعان للعبودية. وكل هذه الأقوال ترجع إلى ما قلناه من معنى الاستقامة والميل إلى ما أتى به إبراهيم(علیهالسلام) من الملة.
(وَ مَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَ هُوَ مُحْسِنٌ و اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَ اتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: كأنه دفع لدخل مقدر، تقديره: أنه إذا لم يكن لإسلام المسلم أو لإيمان أ
هل الكتاب تأثير في جلب الخير إليه وحفظ منافعه وبالجملة إذا كان الإيمان بالله وآياته لا يعدل شيئا ويستوي وجوده وعدمه فما هو كرامة الإسلام وما هي مزية الإيمان؟ فأجيب بأن كرامة الدين أمر لا يشوبه ريب، ولا يداخله شك ولا يخفى حسنه على ذي لب.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا) أي: مسستقيما على منهاجه وطريقه.
(وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَ لاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(حَنِيفاً) عطف على موضع قوله:
(وَأُمِرْتُ أَنْ) إلخ ، فإنه في معنى وكن من المؤمنين، وقد مر الكلام في معنى إقامة الوجه للدين الحنيف غير مرة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا) أي: مستقيما في الدين.
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والحنف : الميل من الطرفين إلى حاق الوسط وهو الاعتدال.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا) أي: مستقيما على الطاعة، وطريق الحق، وهو الاسلام.
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(حَنِيفاً) حال من فاعل أقم وجوز أن يكون حالا من الدين أو حالا من الوجه والأول أظهر وأنسب للسياق، والحنف ميل القدمين إلى الوسط والمراد به الاعتدال.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا) أي: مائلا إليه، ثابتا عليه، مستقيما فيه، لا يرجع عنه إلى غيره.
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ حَنِيفًا وَ مَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: وذكر أيضا :أن الحنف هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة والجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال قال: وسمت العرب كل من حج أو اختتن حنيفا تنبيها على أنه على دين إبراهيم (عليهالسلام) والأحنف من في رجله ميل
قيل: سمي بذلك على التفاؤل
وقيل: بل أستعير للميل المجرد.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ حَنِيفًا) أي مخلصا مائلا عن الشرك إلى الإخلاص.
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: يأمر الله سبحانه أن يخبرهم بأن ربه الذي يدعو إليه هداه بهداية إلهية إلى صراط مستقيم وسبيل واضح قيم على سالكيه لا تخلف فيه ولا اختلاف دينا قائما على مصالح
الدنيا و
الآخرة أحسن القيام لكونه مبنيا على الفطرة ملة إبراهيم حنيفا مائلا عن التطرف بالشرك إلى اعتدال التوحيد وما كان من المشركين، وقد تقدم توضيح هذه المعاني في تفسير الآيات السابقة من السورة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَنِيفًا) أي: مخلصا في العبادة لله، عن الحسن.
وقيل: مائلا إلى الاسلام ميلا لازما لا رجوع معه، من قولهم رجل أحنف: إذا كان مائل القدم من خلقة، عن
الزجاج.
وقيل: مستقيما، وإنما جاء أحنف على التفاؤل، عن
الجبائي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.