حِجْر (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حِجْر: (اَنْعامٌ وَ حَرْثٌ حِجْرٌ) «الحجر» هو المنع، و لعلها مأخوذة كما يقول
الراغب الأصفهاني في
«المفردات» من الحجر، و هو أنّ يبنى حول المكان بالحجارة ليمنع عما وراءه، و حجر إسماعيل سمي بذلك لأنّه مفصول عن سائر أقسام
المسجد الحرام بجدار من حجر، و على هذا الاعتبار يطلق على «العقل» اسم
«الحجر»، أحيانا، لكونه يمنع المرء من ارتكاب الأعمال القبيحة، و إذا ما وضع أحد تحت رعاية أحد و حمايته قيل: إنّه في حجره، و المحجور هو الممنوع من التصرف في ماله. «حجر» في هذه الآية وصفية، بمعنى محجور، و يستوي فيها المذكر و المؤنث.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حِجْر» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ قَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَ حَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَ أَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَ أَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:الحجر بكسر الحاء المنع.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(حِجْرٌ) أي: حرام، عنى بذلك الأنعام والزرع اللذين جعلوهما لآلهتهم وأوثانهم.
(يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:في المفردات : الحجر الممنوع منه بتحريمه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ يَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا) أي: و يقول الملائكة لهم حراما محرما عليكم سماع البشرى، عن
قتادة و
الضحاك. و قيل: معناه و يقول المجرمون للملائكة كما كانوا يقولون في الدنيا إذا لقوا من يخافون منه القتل حجرا محجورا دماؤنا، عن
مجاهد و ابن جريج. قال
الخليل: كان الرجل يرى الرجل الذي يخاف منه القتل في الجاهلية في الأشهر الحرم، فيقول: حجرا أي حرام عليك حرمتي في هذا الشهر، فلا يبدأه بشر فإذا كان يوم القيامة رأوا
الملائكة، فقالوا ذلك، ظنا منهم أنه ينفعهم. و قيل: معناه يقول
الملائكة حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال لا إله إلا
الله، عن عطا، عن
ابن عباس. و قيل: يقولون حجرا محجورا عليكم أن تتعوذوا فلا معاذ لكم.
(هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:الإشارة بذلك إلى ما تقدم من القسم ، وا لاستفهام للتقرير ، و المعنى أن في ذلك الذي قدمناه قسما كافيا لمن له عقل يفقه به القول و يميز الحق من الباطل ، و إذا أقسم الله سبحانه بأمر ـ و لا يقسم إلا بما له شرف ومنزلة ـ كان من القول الحق المؤكد الذي لا ريب في صدقه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ) أي. هل فيما ذكر من الأقسام مقنع لذي عقل و لب، يعقل القسم والمقسم به. و هذا تأكيد و تعظيم لما وقع القسم به، والمعنى: إن من كان ذا لب، علم أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء فيه عجائب و دلائل على توحيد الله، توضح عن عجائب صنعه، و بدائع حكمته.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.