دخان (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دخان: (السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ) قال البعض: إنّ
الدخان يستعمل عادة في كلام العرب كناية عن الشر و البلاء الذي يعم و يغلب. و يعتقد بعض آخر أنّه حين القحط و قلّة المطر تغطي السماء عادة أعمدة الغبار، و قد عبر هنا عن هذه الحالة بالدخان، لأن المطر ينزل بالغبار إلى الأرض فيصفو الأفق. و مع كل هذه الصفات، فإنّ استعمال كلمة الدخان هنا مجازا طبقا لهذا التّفسير.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« دخان» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الارتقاب الانتظار وهذا وعيد بالعذاب وهو إتيان السماء بدخان مبين يغشى
الناس. واختلف في المراد بهذا العذاب المذكور في
الآية.
فقيل: المراد به المجاعة التي ابتلي بها أهل
مكة فإنهم لما أصروا على كفرهم وأذاهم
للنبي (صلىاللهعليهوآله) والمؤمنين به دعا عليهم النبي (صلىاللهعليهوآله) فقال: اللهم سنين كسني
يوسف فأجدبت الأرض وأصابت قريشا مجاعة شديدة، وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان وأكلوا
الميتة و
العظام ثم جاءوا إلى النبي (صلىاللهعليهوآله) وقالوا: يا
محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك قد هلكوا ، ووعدوه إن كشف الله عنهم الجدب أن يؤمنوا، فدعا وسأل الله لهم بالخصب والسعة فكشف عنهم ثم عادوا إلى كفرهم ونقضوا عهدهم.
وقيل: إن الدخان المذكور في الآية من أشراط الساعة وهو لم يأت بعد وهو يأتي قبل قيام الساعة فيدخل أسماع الناس حتى أن رءوسهم تكون كالرأس الحنيذ. ويصيب
المؤمن منه مثل الزكمة وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص ويمكث ذلك أربعين يوما.
وربما قيل: إن المراد بيوم الدخان يوم فتح مكة حين دخل جيش
المسلمين مكة فارتفع الغبار كالدخان المظلم، وربما قيل: المراد به يوم القيامة، والقولان كما ترى.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ) وذلك أن
رسول (صلىاللهعليهوآله) دعا على قومه لما كذبوه فقال: " اللهم سنينا كسني يوسف! " فأجدبت الأرض، فأصابت قريشا المجاعة، وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان، وأكلوا الميتة والعظام، ثم جاؤوا إلى النبي (صلىاللهعليهوآله) وقالوا: يا محمد! جئت تأمر بصلة الرحم، وقومك قد هلكوا. فسأل الله تعالى لهم بالخصب والسعة، فكشف عنهم. ثم عادوا إلى الكفر، عن
ابن مسعود و
الضحاك.
وقيل: إن الدخان آية من أشراط الساعة، تدخل في مسامع
الكفار و
المنافقين، وهو لم يأت بعد، وإنه يأتي قبل قيام الساعة، فيدخل أسماعهم حتى أن رؤوسهم تكون كالرأس الحنيذ، ويصيب المؤمن منه مثل الزكمة، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه، ليس فيه خصاص، ويمكث ذلك أربعين يوما، عن
ابن عباس و
ابن عمر و
الحسن و
الجبائي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.