دَك (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دَکّ: (لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکّاً) «دك» في الأصل بمعنى سوّى الأرض، و على هذا فالمقصود من عبارة «جعله دكّا» هو أنّه حطم الجبال و سواها كالأرض و جاء في بعض
الرّوايات أنّ الجبل تناثر أقساما، سقط كلّ قسم منه في جانب أو غار في الأرض نهائيا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« دَك» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَ لَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: والدك هو أشد الدق، وجعله دكا أي مدكوكا والخرور هو السقوط، والصعقة هي الموت أو الغشية بجمود الحواس وبطلان إدراكها، والإفاقة الرجوع إلى حال سلامة العقل والحواس يقال: أفاق من غشيته أي رجع إلى حال استقامة الشعور والإدراك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(جَعَلَهُۥ دَكّٗا) أي: مستويا بالأرض. وقيل: ترابا، عن
ابن عباس. وقيل: ساخ في الأرض حتى فني عن
الحسن. وقيل: تقطع أربع قطع: قطعة ذهبت نحو
المشرق، وقطعة ذهبت نحو
المغرب، وقطعة سقطت في البحر، وقطعة صارت رملا. وقيل: صار الجبل ستة أجبل، وقعت ثلاثة
بالمدينة، وثلاثة
بمكة، فالتي بالمدينة: أحد، وورقان، ورضوى. والتي بمكة: ثور، وثبير، وحراء، وروي ذلك عن
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم).
(وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الدك أشد الدق وهو كسر الشيء وتبديله إلى أجزاء صغار، وحمل الأرض والجبال إحاطة القدرة بها، وتوصيف الدكة بالواحدة للإشارة إلى سرعة تفتتهما بحيث لا يفتقر إلى دكة ثانية.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(فَدُكَّتَا دَكَّةٗ وَٰحِدَةٗ) أي كسرتا كسرة واحدة لا تثنى حتى يستوي ما عليها من شئ مثل الأديم الممدود. وقيل. ضرب بعضها ببعض حتى تفتتت الجبال، وسفتها الرياح، وبقيت الأرض شيئا واحدا، لا جبل فيها، ولا رابية، بل تكون قطعة مستوية. وإنما قال: دكتا لأنه جعل الأرض جملة واحدة، والجبال دكة واحدة.
(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الدك هو الدق الشديد، والمراد بالظرف حضور يوم
القيامة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا) أي كسر كل شئ على ظهرها من جبل، أو بناء، أو شجر، حتى زلزلت، فلم يبق عليها شئ، يفعل ذلك مرة بعد مرة. وقيل. دكت الأرض أي مدت يوم القيامة مد الأديم، عن ابن عباس. وقيل: دقت جبالها وأنشازها حتى استوت، عن
ابن قتيبة. والمعنى: استوت في انفراشها، وذهاب دورها وقصورها وسائر أبنيتها، حتى تصير كالصحراء الملساء.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.