ذرّة (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذرّة (لا یَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) «الذّرة» في الأصل هي النملة الصغيرة التي لا ترى، و قال البعض: هي من أجزاء الهباء و الغبار في الكوّة التي تظهر عند دخول شعاع الشمس خلالها، و قيل أيضا أنّه الغبار الدقيق المتطاير من يدي
الإنسان إذا جعلهما على التراب و ما شابهه ثمّ نفخهما.و لكنّها أطلقت تدريجا على كل شيء صغير جدّا، و تطلق الآن و يراد منها ما يتكون من الإلكترون و البروتون أيضا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ذرّة» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ وَ إِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَ يُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و الذرة هو الصغير من النمل الأحمر، أو هو الواحد من الهباء المبثوث في الهواء الذي لا يكاد يرى صغرا. و قوله:
(مِثْقالَ ذَرَّةٍ ) نائب مناب المفعول المطلق أي لا يظلم ظلما يعدل مثقال ذرة وزنا.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(مثقال ذرة): أي زنة ذرة، وهي النملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترى، عن
ابن عباس، و
ابن زيد، و هي أصغر النمل. و قيل: هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة من أثر الشمس، و إنما لا يختار
الله تعالى
الظلم، ولا يجوز عليه الظلم، لأنه عالم بقبحه، مستغن عنه، و عالم بغناه عنه، و إنما يختار القبيح من يختاره، لجهله بقبحه، أو لحاجته إليه، لدفع ضرر، أو لجر نفع، أو لجهله باستغنائه عنه، و الله سبحانه منزه عن جميع ذلك، و عن سائر صفات النقص و العجز و لم يذكر سبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها، بل إنما خصها بالذكر، لأنها أقل شئ مما يدخل في و هم
البشر.
(وَ مَا تَكُونُ فِي شَأۡنٖ وَ مَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٖ وَ لَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَ مَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَ لَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَ لَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَ لَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و قوله:
(وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ) إلى آخر الآية. العزوب الغيبة و التباعد و الخفاء، و فيه إشارة إلى حضور الأشياء عنده تعالى من غير غيبة و حفظه لها في كتاب من غير زوال و قد تقدم بعض ما يتعلق به من الكلام في ذيل قوله:
(وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) فی الجزء السابع من الكتاب.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(من مثقال ذرة) أي: وزن نملة صغيرة.
(فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ وَ مَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و الذرة ما يرى في شعاع الشمس من الهباء، و تقال لصغار النمل. تفريع على ما تقدم من إراءتهم أعمالهم، فيه تأكيد البيان في أنه لا يستثني من الإراءة عمل خيرا أو شرا كبيرا أو صغيرا حتى مثقال الذرة من خير أو شر، و بيان حال كل من عمل الخير و الشر في جملة مستقلة لغرض إعطاء الضابط و ضرب القاعدة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) أي فمن يعمل وزن ذرة من الخير ير ثوابه و جزاءه
(و من يعمل مثقال ذرة شرا يره) أي ير ما يستحق عليه من العقاب.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.