ذُرِّيَّة (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذُرِّيَّة (ذُرِّیَّةَ بَعْضُها مِن بَعْضٍ ) «الذرية» أصلها الصغار من الأولاد. و قد يشمل الأبناء الصغار و الكبار أيضا بلا واسطة أو مع الواسطة، و الكلمة من
(الذرء) ، بمعنى الخلق و الإيجاد.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ذُرِّيَّة» نذكر أهمها في ما يلي:
(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: الذرية في الأصل صغار الأولاد على ما ذكروا ثم استعملت في مطلق الأولاد، و هو المعنى المراد في الآية؛ و هي منصوبة عطف بيان. و في قوله: بعضها من بعض دلالة على أن كل بعض فرض منها يبتديء و ينتهي من البعض الآخر و اليه. و لازمه كون المجموع متشابه الأجزاء لا يفترق البعض من البعض في أوصافه و حالاته، و إذا كان الكلام في اصطفائهم أفاد ذلك أنهم ذرية لا يفترقون في صفات الفضيلة التي اصطفاهم
الله لأجلها على العالمين إذ لا جزاف و لا لعب في الأفعال الإلهية، و منها الاصطفاء الذي هو منشأ خيرات هامة في العالم.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(ذرية بعضها من بعض) فهم
موسى و
هارون ابنا
عمران، و هو
عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. و قيل: يعني بآلعمران
مريم و
عيسى، و هو
عمران بن الهشم بن أمون، من ولد
سليمان بن داود، و هو أبو مريم، لأن آل الرجل
أهلالبيت الذي ينتسب إليه، عن
الحسن و
وهب. و في قراءة أهل البيت و
آلمحمد(صلىاللهعليهوآله) على العالمين. و قالوا أيضا: إن
آلإبراهيم هم آلمحمد (صلىاللهعليهوآله) الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين، منزهين عن القبائح، لأنه تعالى لا يختار و لا يصطفي إلا من كان كذلك، و يكون ظاهره مثل باطنه في
الطهارة و
العصمة. فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما من آلإبراهيم و آلعمران، سواء كان نبيا أو إماما.
(وَ إِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَ أَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: فيؤخذ الولد من ظهر من يلده و يولده، وقد كان جزء ثم يجعل بعد الأخذ و الفصل إنسانا تاما مستقلا من والديه بعد ما كان جزء منهما. ثم يؤخذ من ظهر هذا المأخوذ مأخوذ آخر و على هذه الوتيرة حتى يتم الأخذ و ينفصل كل جزء عما كان جزء منه، يتفرق الأناسي ينتشر الأفراد قد استقل كل منهم عمن سواه و يكون لكل واحد منهم نفس مستقلة لها ما لها و عليها ما عليها، فهذا مفاد قوله:
(وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) ولو قال: أخذ ربك من بني آدم ذريتهم أو نشرهم و نحو ذلك بقي المعنى على إبهامه.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: و المعنى: أخذ ربك من ظهور بني آدم ذريتهم، و قد ذكرنا الذرية و ما قيل في تقدير وزنها و اشتقاقها فيما تقدم.
(وَ ءَايَةٞ لَّهُمۡ أَنَّا حَمَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: آية أخرى من آيات ربوبيته تعالى و هو جريان تدبيره في البحر حيث يحمل ذريتهم في الفلك المشحون بهم و بأمتعتهم يجوزون به من جانب إلى جانب للتجارة و غيرها، و لا حامل لهم فيه و لا حافظ لهم عن الغرق إلا هو تعالى و الخواص التي يستفيدون منها في ركوب البحر أمور مسخرة له تعالى منتهية إلى خلقه على أن هذه الأسباب لو لم تنته إليه تعالى لم تغن طائلا.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(أنا حملنا ذريتهم) يعني آباءهم و أجدادهم الذين هؤلاء من نسلهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.