رَقيب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رَقيب :(كَانَ عَلَيْكُمْ رَقيباً) «الرقيب » و أصله من الترقب، و هو الانتظار من مكان مرتفع، ثمّ استعمل بمعنى الحافظ و الحارس، لأن الحراسة من لوازم الترقب و النظارة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رَقيب» نذكر أهمها في ما يلي:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَ نِسَاء وَ اتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَ الأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: الرقيب الحفيظ و المراقبة المحافظة، و كأنه مأخوذ من الرقبة بعناية أنهم كانوا يحفظون رقاب عبيدهم، أو أن الرقيب كان يتطلع على من كان يرقبه برفع رقبته و مد عنقه، و ليس الرقوب مطلق الحفظ بل هو الحفظ على أعمال المرقوب من حركاته و سكناته لإصلاح موارد الخلل و الفساد أو ضبطها، فكأنه حفظ الشيء مع العناية به علما و شهودا و لذا يستعمل بمعنى الحراسة و الانتظار والمحاذرة و الرصد، و
الله سبحانه رقيب لأنه يحفظ على العباد أعمالهم ليجزيهم بها.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(إِنَّ اَللََّهَ كََانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) أي حافظا عن
مجاهد و قيل الرقيب العالم عن
ابن زيد و المعنى متقارب و إنما أتى بلفظة كان المفيدة للماضي لأنه أراد أنه كان حفيظا على من تقدم زمانه من عهد آدم و ولده إلى زمان المخاطبين و عالما بما صدر منهم لم يعزب عنه من ذلك شيء.
(وَ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَ مَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَ ارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: وهذا تهديد من شعيب لهم أشد التهديد فإنه يشعر بأنه على وثوق مما يقول لا يأخذه قلق و لا اضطراب من كفرهم به و تمردهم عن دعوته فليعملوا على ما لهم من القوة و التمكن فلهم عملهم و له عمله فسوف يفاجئهم عذاب مخز يعلمون عند ذلك من هو الذي يأخذه العذاب. هم أو هو؟ وي علمون من هو كاذب؟ فليرتقبوا و هو معهم رقيب لا يفارقهم.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(وَ اِرْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) أي انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب إني معكم منتظر حلول العذاب بكم و قيل معناه انتظروا العذاب و اللعنة و أنا أنتظر الرحمة و الثواب و النصرة عن
ابن عباس و قيل معناه انتظروا مواعيد
الشيطان و أنا أنتظر مواعيد
الرحمن و روي عن
عليبنموسىالرضا (ع) أنه قال ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أ ما سمعت قول
العبد الصالح (وَ اِرْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و الرقيب المحافظ، و العتيد المعد المهيأ للزوم الأمر. و الآية تذكر مراقبة الكتبة للإنسان فيما يتكلم به من كلام، و هي بعد قوله:
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) إلخ، من ذكر الخاص بعد العام لمزيد العناية به.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(مََا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاََّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي ما يتكلم بكلام فيلفظه أي يرميه من فيه إلا لديه حافظ حاضر معه يعني
الملك الموكل به إما صاحب اليمين و إما صاحب الشمال يحفظ عمله لا يغيب عنه و الهاء في لديه تعود إلى القول أو إلى القائل و عن
أبي أمامة عن
النبي (صلىاللهعليهوآله) قال إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتب واحدة و في رواية أخرى قال صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها و إذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمينأمسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيء و إن لم يستغفر الله كتب له سيئة واحدة و عن
أنس بن مالك قال قال
رسول الله(صلىاللهعليهوآله) إن الله تعالى و كل بعبده ملكين يكتبان عليه فإذا مات قالا يا
رب قد قبضت عبدك فلانا فإلى أين قال سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني و أرضي مملوءة من خلقي يطيعونني اذهبا إلى
قبر عبدي فسبحاني و كبراني و هللاني فاكتبا ذلك في حسنات عبدي إلى
یوم القيامة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.