سائِح (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
سائِح: (السَّآئِحُونَ الرَّاكِعُونَ) (سائح) في الأصل مأخوذ من
(سيح) و
(سياحة) و التي تعني الجريان و الاستمرار.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« سائِح» نذكر أهمها في ما يلي:
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: يصف سبحانه
المؤمنين بأجمل صفاتهم، والصفات مرفوعة بالقطع أي المؤمنون هم التائبون العابدون إلخ، فهم التائبون لرجوعهم من غير
الله إلى الله سبحانه
العابدون له ويعبدونه بألسنتهم فيحمدونه بجميل الثناء، وبأقدامهم فيسيحون ويجولون من معهد من المعاهد الدينية و
مسجد من
مساجد الله إلى غيره، وبأبدانهم فيركعون له ويسجدون له.
هذا شأنهم بالنسبة إلى حال الانفراد وأما بالنسبة إلى حال الاجتماع فهم آمرون بالمعروف في السنة الدينية وناهون عن المنكر فيها ثم هم حافظون لحدود الله لا يتعدونه في حالتي انفرادهم واجتماعهم خلوتهم وجلوتهم، ثم يأمر
النبي (صلىاللهعليهوآله) بأن يبشرهم وقد بشرهم تعالى نفسه في
الآية السابقة، وفيه من كمال التأكيد ما لا يقدر قدره.
وقد ظهر بما قررنا أولا: وجه الترتيب بين الأوصاف التي عدها لهم فقد بدأ بأوصافهم منفردين وهي التوبة والعبادة والسياحة والركوع والسجود ثم ذكر ما لهم من الوصف الخاص بهم المنبعث عن إيمانهم مجتمعين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وختم بما لهم من جميل الوصف في حالتي انفرادهم واجتماعهم وهو حفظهم لحدود الله، وفي التعبير بالحفظ مضافا إلى الدلالة على عدم التعدي دلالة على الرقوب والاهتمام.
وثانيا: أن المراد بالسياحة ومعناه السير في الأرض على ما هو الأنسب بسياق الترتيب هو السير إلى مساكن ذكر الله و
عبادته كالمساجد، وأما القول بأن المراد بالسياحة الصيام أو السياحة في الأرض للاعتبار بعجائب قدرة الله وما جرى على الأمم الماضية مما تحكيه ديارهم وآثارهم أو المسافرة لطلب العلم أو المسافرة لطلب الحديث خاصة فهي وجوه غير سديدة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(اَلسََّائِحُونَ) أي الصائمون عن
ابن عباس و
ابن مسعود و
الحسن و
سعيد بن جبير و
مجاهد و روي مرفوعا عن النبي (صلىاللهعليهوآله) أنه قال سياحة أمتي الصيام و قيل هم الذين يسيحون في
الأرض فيعتبرون بعجائب الله تعالى و قيل هم طلبة العلم يسيحون في الأرض لطلبه عن
عكرمة.
(عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَ أَبْكَارًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: ولذا ساق الاستغناء بترجي إبداله إن طلقهن أزواجا خيرا منهن، وعلق الخبر بما ذكر لأزواجه الجديدة من صفات الكرامة وهي أن يكن
مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات أي صائمات ثيبات وأبكارا.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(سَائِحَاتٍ) أي ماضيات في
طاعة الله تعالى و قيل صائمات عن ابن عباس و
قتادة و
الضحاك و قيل مهاجرات عن
ابن زيد و أبيه
زيد بن أسلم و
الجبائي و إنما قيل للصائم سائح لأنه يستمر في الإمساك عن الطعام كما يستمر السائح في الأرض.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.