سابِقُون (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
سابِقُون: (وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (السابقون) ليسوا الذين سبقوا غيرهم بالإيمان فحسب، بل في أعمال الخير و الأخلاق و الإخلاص، فهم أسوة و قدوة و قادة
للناس، و لهذا السبب فهم من المقرّبين إلى الحضرة الإلهيّة.
و بناء على هذا، فما نرى من تفسير أسبقية السابقين بالسبق في طاعة
اللّه، أو أداء الصلوات الخمس، أو الجهاد و الهجرة و التوبة فإنّ كلّ واحد من هذه التفاسير تمثّل جانبا من هذا المفهوم الواسع، و إلّا فإنّ هذه الكلمة
(السابقون) تشمل جميع هذه الأعمال، و الطاعات و غيرها.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« سابِقُون» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: فالمراد بالسابقين الأول في
الآية السابقون بالخيرات من الأعمال، وإذا سبقوا بالخيرات سبقوا إلى المغفرة والرحمة التي بإزائها كما قال تعالى:
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ) فالسابقون بالخيرات هم السابقون بالرحمة وهو قوله:
(وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)وقيل: المراد بالسابقون الثاني هو الأول على حد قوله:
أنا أبو النجم وشعري شعري.
وقوله:
(وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) مبتدأ وخبر، وقيل: الأول مبتدأ والثاني تأكيد، والخبر قوله:
(أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)ولهم في تفسير السابقين أقوال أخر فقيل: هم المسارعون إلى كل ما دعا الله إليه، وقيل: هم الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة من غير توان، وقيل: هم
الأنبياء (عليهمالسلام) لأنهم مقدمو أهل الأديان، وقيل: هم
مؤمن آل فرعون وحبيب النجار المذكور في
سورة يس و
علي (عليهالسلام) السابق إلى الإيمان
بالنبي (صلىاللهعليهوآله) وهو أفضلهم وقيل: هم السابقون إلى الهجرة، وقيل: هم السابقون إلى الصلوات الخمس، وقيل : هم الذين صلوا إلى القبلتين، وقيل: هم السابقون إلى الجهاد، وقيل غير ذلك.
والقولان الأولان راجعان إلى ما تقدم من المعنى، والثالث والرابع ينبغي أن يحملا على التمثيل، والباقي كما ترى إلا أن يحمل على نحو من التمثيل.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ اَلسََّابِقُونَ اَلسََّابِقُونَ) أي و السابقون إلى اتباع الأنبياء الذين صاروا أئمة الهدى فهم السابقون إلى جزيل الثواب عند الله عن
الجبائي و قيل معناه السابقون إلى طاعة الله و هم السابقون إلى رحمته و السابق إلى الخير إنما كان أفضل لأنه يقتدى به في الخير و سبق إلى أعلى المراتب قبل من يجيء بعده فلهذا يميز بين التابعين فعلى هذا يكون السابقون الثاني خبرا عن الأول و يجوز أن يكون الثاني تأكيدا للأول و الخبر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.