سرّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
سرّ: (يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى) فذهب بعضهم إلى أنّ
السر هو أن يتحدث
إنسان مع آخر بصورة خفية،
و أخفى: هو أن يحتفظ الإنسان بذلك القول و الأمر في قلبه و لا يحدث به أحدا.
و ذهب آخرون: إن
«السر» هو ما أضمره الإنسان في قلبه، و «أخفى» هو الذي لم يخطر على باله، إلّا أنّ
اللّه سبحانه مطلع عليه و عالم به.
و قال ثالث: إنّ
«السر» هو ما يقوم به الإنسان من عمل في الخفاء، و أخفى:
هي النية التي في قلبه.
و قال رابع: إن
(السر) يعني أسرار
الناس، و (أخفى) هي الأسرار التي في ذات اللّه المقدسة.
في حديث عن الإمامين
الباقر و الصادق عليهماالسّلام: «السر ما أخفيته في نفسك، و أخفى ما خطر ببالك ثمّ أنسيته»
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« سرّ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الجهر بالقول: رفع الصوت به، والإسرار خلافه، قال تعالى:
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) والسر هو الحديث المكتوم في النفس، وقوله:
(وَأَخْفى) أفعل التفضيل من الخفاء على ما يعطيه سياق الترقي في
الآية ولا يصغي إلى قول من قال: إن
(أَخْفى) فعل ماض فاعله ضمير راجع إليه تعالى، والمعنى: أنه يعلم السر وأخفى علمه. هذا. وفي تنكير
(أَخْفى) تأكيد للخفاء.
وذكر الجهر بالقول في الآية أولا ثم إثبات العلم بما هو أدق منه وهو السر والترقي إلى أخفى يدل على أن المراد إثبات العلم بالجميع، والمعنى: وإن تجهر بقولك وأعلنت ما تريده وكأن المراد بالقول ما في الضمير من حيث إن ظهوره إنما هو بالقول غالبا أو أسررته في نفسك وكتمته أو كان أخفى من ذلك بأن كان خفيا حتى عليك نفسك فإن الله يعلمه.
فالأصل ترديد القول بين المجهور به والسر وأخفى وإثبات العلم بالجميع ثم وضع إثبات العلم بالسر وأخفى موضع الترديد الثاني والجواب إيجازا. فدل على الجواب في شقي الترديد معا وعلى معنى الأولوية بأوجز بيان كأنه قيل: وإن تسأل عن علمه بما تجهر به من قولك فهو يعلمه وكيف لا يعلمه؟ وهو يعلم السر وأخفى منه فهو في الكلام من لطيف الصنعة.
وذكر بعضهم أن المراد بالسر ما أسررته من القول إلى غيرك ولم ترفع صوتك به، والمراد بأخفى منه ما أخطرته ببالك هذا والذي ذكره حق في الإسرار لكن القول لا يسمى سرا إلا من جهة كتمانه في النفس فالمعول على ما قدمناه من المعنى.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَإِنَّهُ يَعْلَمُ اَلسِّرَّ وَ أَخْفىََ) أي فلا تجهد نفسك برفع الصوت فإنك و إن لم تجهرعلم الله السر و أخفى من السر و لم يقل و أخفى منه لدلالة الكلام عليه كما يقول القائل فلان كالفيل أو أعظم و قيل تقديره و إن تجهر بالقول أو لا تجهر فإنه يعلم السر و أخفى منه ثم اختلفوا فيما هو أخفى من السر فقيل ما حدث به العبد غيره في خفية و أخفى منه ما أضمره في نفسه ما لم يحدث به غيره عن
ابن عباس و قيل السر ما أضمره العبد في نفسه و أخفى منه ما لم يكن و لا أضمره أحد عن
قتادة و
سعيد بن جبير و
ابن زيد و قيل السر ما تحدث به نفسك و أخفى منه ما تريد أن تحدث به نفسك في ثاني الحال و قيل العمل الذي تستره عن الناس و أخفى منه الوسوسة عن
مجاهد و قيل معناه يعلم السر أي أسرار الخلق و أخفى أي سر نفسه عن
زيد بن أسلم جعله فعلا ماضيا و روي عن السيدين الباقر و الصادق (عليهماالسّلام) السر ما أخفيته في نفسك و أخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.