سورة الفتح، هي السورة الثامنة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية،و سميت في كتب التفسير و في المصاحف « سورة الفتح» لوقوع هذا اللفظ في الآية الأولى هذه السورة، و تتحدث عن قصة صلح الحديبية الواقعة في السنة السادسة من الهجرة، وما وقع حولها من الوقائع، كبيعة الشجرة، وبيان ما اِمتنَّ الله تعالى على رسوله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) بما رزقه من الفتح المبين وعلى المؤمنين ممن معه، والوعد الجميل للذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السور ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الفتح: نقيض الإغلاق. سورة الفتح «سورة الفتح»؛ وجه التسمية أنها تضمنت حكاية فتح متجه اللّه للنبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم). هي تسع و عشرون آية. هی خمسمائة و ستّون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هی ألفان و أربعمائة و ثمانية و ثلاثون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الحروف القرآنیة مختلفة) الغرض من هذه السورة التنويه بشأن صلح الحديبية، لأنّ قريشا سعت إليه بعد بيعة الرضوان، فظهر ضعفها و خضوعها بعد إبائها، و بدأ تخاذلها بعد بيعة المسلمين على الموت، و هذا كان فتحا مبينا للمسلمين، و تمهيدا لفتح مكة بعد ذلك في السنة الثامنة من الهجرة؛ و بهذا و في اللّه بوعده بنصرهم في السورة السابقة. يمكن القول إنّها تتألف من سبعة أقسام: ۱- تبدأ السورة بموضوع البشرى بالفتح كما أنّ آياتها الأخيرة لها علاقة بهذا الموضوع أيضا، و فيها تأكيد على تحقق رؤيا النّبي التي تدور حول دخوله و أصحابه مكّة و أداء مناسك العمرة. ۲- يتحدّث قسم آخر من هذه السورة عن الحوادث المتعلّقة بصلح الحديبية و نزول السكينة على قلوب المؤمنين و «بيعة الرضوان» و ما إلى ذلك. ۳- و يتحدّث قسم ثالث منها عن مقام النّبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و هدفه الأسمى. ۴- و يكشف القسم الرابع الستار عن غدر المنافقين و نقضهم العهد و نكثهم له و يعطي أمثلة من أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النّبي جهاده المشركين و الكفّار. ۵- و في قسم آخر يقع الكلام على طلبات «المنافقين» في غير محلّها. ۶- و القسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين لا حرج عليهم. ۷- فإنّ القسم السابع يتحدّث عن خصائص أصحاب النّبي و أتباعه في طريقته و سنّته و صفاتهم التي يتميّزون بها .. و بشكل عام فإنّ آيات هذه السورة حسّاسة للغاية كما أنّها مصيريّة و خاصّة لمسلمي اليوم الذين يواجهون الحوادث المختلفة في مجتمعاتهم الإسلامية ففيها إلهام كبير لهم. «أبي بن كعب عن النبي صلی الله علیه و آله قال: من قرأها فكأنما شهد مع محمد (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) فتح مكة.» و «في رواية أخرى فكأنما كان مع من بايع محمدا (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) تحت الشجرة عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) في سفر فقال نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها «إِنَّا فَتَحْنا» إلى قوله «وَ ما تَأَخَّرَ» أورده البخاري في الصحيح .» «قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزوة الحديبية و قد حيل بيننا و بين نسكنا فنحن بين الحزن و الكآبة إذ أنزل الله عز و جل(«إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً»)فقال رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم): لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا كلها.» «عبد الله بن مسعود قال: أقبل رسول الله(صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) من الحديبية فجعلت ناقته تثقل فتقدمنا فأنزل الله عليه («إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً») فأدركنا رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و به من السرور ما شاء الله فأخبر أنها أنزلت عليه.» «عبد الله بن بكير عن أبيه قال: قال أبو عبد الله (علیهالسلام) : حصنوا أموالكم و نساءكم و ما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها ناداه مناد يوم القيامة حتى يسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين ألحقوه بالصالحين من عبادي فأسكنوه جنات النعيم و اسقوه الرحيق المختوم بمزاج الكافور.» سورة الفتح مدنية. نزلت سورة «الفتح» بعد سورة «الجمعة»، و كان نزولها في الطريق عند الانصراف من الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، فتكون من السور التي نزلت فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك. هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح و النصر! الفتح و النصر على أعداء الإسلام، الفتح المبين و الأكيد «سواء كان هذا الفتح متعلقا بفتح مكّة أو بصلح الحديبيّة أو فتح خيبر أو كان هذا الفتح بشكل مطلق». و من أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف قبل كلّ شي ء أنّ هذه السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضيّة «صلح الحديبية».و بيان ذلك .. أنّ النّبي الكريم (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) صمّم في السنّة السادسة للهجرة مع أصحابه من المهاجرين و الأنصار و باقي المسلمين أن يتحرّكوا نحو مكّة للعمرة، و كان من قبل قد أخبر المسلمين بأنّه رأى رؤيا في منامه و كأنّه مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين فعقد المسلمون إحرامهم عند «ذي الحليفة» «المنطقة التي تقرب من المدينة المنوّرة» و تحرّكوا نحو مكّة المكرّمة في إبل كثيرة لتنحر «يوم الهدي» هناك. و كانت الحالة التي يتحرك النّبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) عليها توحي بصورة جيدة أنّه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى ... إلى أن وصل النّبي منطقة الحديبيّة «و هي قرية على مقربة من مكّة و لا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو مترا». إلّا أنّ قريشا علمت بوصول النّبي إلى الحديبيّة فأوصدت بوجهه الطريق و منعته من الدخول إلى مكّة المكرمة. و بهذا ألغت قريش جميع السنن التي ترتبط بأمن المسجد الحرام و ضيوف اللّه و الشهر الحرام و وضعتها تحت أقدامها .. إذ كانت تعتقد بحرمة الأشهر الحرام «و من ضمنها شهر ذي القعدة الذي عزم النّبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) فيه على العمرة» و خاصّة إذا كان الناس حال الإحرام فلا ينبغي التعرّض لهم حتى لو كان المحرم قاتل واحد من رجالهم، و رئي محرما في مناسكه فلا يمس بسوء أبدا». و في هذا المكان أي «الحديبية» جرى ما جرى بين رسول اللّه و المشركين من الكلام حتى انتهى إلى عقد معاهدة الصلح بين المسلمين و بين المشركين من أهل مكّة و قد سمّي هذا الصلح بصلح الحديبيّة.. و على كلّ حال فقد منع النّبي أن يدخل مكّة و يؤدي مناسك العمرة .. فاضطر النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أن يأمر أصحابه بأن ينحروا إبلهم و يحلقوا رؤوسهم و يحلّوا من إحرامهم! و أن يعودوا نحو المدينة! و هنا غمر المسلمين طوفان من الحزن و الغم و ربّما تغلّب الشك و الترديد على قلوب بعض الأفراد ضعيفي الإيمان! و «عن عبد اللّه بن مسعود قال: أقبل رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) من الحديبيّة فجعلت ناقته تثقل فتقدّمنا فأنزل اللّه عليه (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) فأدركنا رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و به من السرور ما شاء اللّه. فأخبر أنّها نزلت عليه .و من هنا فإنّه يبدو واضحا هذا الجو الخاص الحاكم على هذه السورة.» هذه السورة هي السورة «الثامنة و الأربعون» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «الثانیة عشرة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الصّف. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) ختم الله سورة محمد بقوله («وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ») و من غناه أنه فتح لنبيه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) ما احتاج إليه في دينه و دنياه فقال: بسم الله الرحمن الرحیم انا فتحنا لک فتحا مبینا. هذه السورة من الممتحنات. ذکر في هذه السورة بعض الحوادث الواقعة في حیاة المسلمین علی عهد رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) خلاف بعض السور الأخری التي تتضمن قصص السالفین و الماضین. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء السادس والعشرين | سور القرآن الكريم | سور المثاني | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص تاريخية | سور ذات مباحث فقهية | سور مدنية | سور ممتحنات
|