سَبْع (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
سَبْع: (سَبْعاً مِّنَ الْمَثانِي) فإنّ
«السبع» هم العدد سبعة، و
«المثاني» هو العدد اثنان، و لهذا اعتبر أكثر
المفسّرون أنّ
«سبعا من المثاني» كناية عن
سورة الحمد، و
الرّوايات كذلك تشير لهذا المعنى.
و الداعي لذلك كونها تتألف من
سبع آيات، لأهميتها و عظمة محتواها فقد نزلت مرتين على
النّبي محمّد (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، أو لأنّها تتكون من قسمين (فنصفها حمد و ثناء
للّه عزّ و جلّ و النصف الآخر دعاء عبادة)، أو لأنّها تقرأ مرّتين في كل صلاة .
و احتمل بعض المفسّرين أن
«السبع» إشارة إلى السور السبع الطول التي ابتدأ بها
القرآن، و
«المثاني» كناية عن نفس القرآن، لأنّه نزل مرتين على النّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) مرّة بصورة كاملة، و أخرى نزل نزولا تدريجيا حسب الاحتياج إليه في أزمنة مختلفة.
و على هذا يكون معنى
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي سبع سور مهمات من القرآن.
و دليلهم في ذلك الآية الثّالثة و العشرون من سورة
الزمر، حيث يقول تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ) أي مرتين على النّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم).
و لكنّ التّفسير الأوّل يبدو أكثر صوابا، خصوصا و أنّ روايات
أهل البيت (علیهالسلام) تشير إلى أنّ
«السبع المثاني» هي سورة الحمد.
و اعتبر
الراغب في
مفرداته أنّ كلمة
«المثاني» أطلقت على القرآن لما يتكرر من قراءة آياته، و هذا التكرار هو الذي يحفظه من التلاعب و التحريف (إضافة إلى أنّ حقائق القرآن تتجلى في كل زمان بشكل جديد ينبغي له أن يوصف بالمثاني).
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« سَبْع» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: السبع المثاني هي سورة الحمد على ما فسر في عدة من الروايات المأثورة عن النبي (صلىاللهعليهوآله) وأئمة أهل البيت (عليهالسلام) فلا يصغي إلى ما ذكره بعضهم: أنها السبع الطوال، وما ذكره بعض آخر أنها الحواميم السبع ، وما قيل: إنها سبع صحف من الصحف النازلة على الأنبياء ، فلا دليل على شيء منها من لفظ الكتاب ولا من جهة السنة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ لَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ اَلْمَثََانِي) و قد تقدم الكلام فيه و إن السبع المثاني هي
فاتحة الكتاب و هو قول
علي (عليهالسلام)و
ابن عباس و
الحسن و
أبي العالية و
سعيد بن جبير و
إبراهيم و
مجاهد و
قتادة و روي ذلك عن
أبي عبد الله و
أبي جعفر (عليهالسلام) و قيل هي السبع الطوال و هي السور السبع من أول القرآن و إنما سميت مثاني لأنه يثني فيها الأخبار و العبر عن ابن عباس في رواية أخرى و
ابن مسعود و
ابن عمر و
الضحاك و قيل المثاني القرآن كله.
(وَ لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي يعينه بالانضياف إليه سبعة أمثاله والظاهر أن المراد بالسبعة التكثير دون خصوص هذا العدد والكلمة هي اللفظ الدال على معنى، وقد أطلق في كلامه تعالى على الوجود المفاض بأمره تعالى، وقد قال:
(إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وقد أطلق على المسيح (عليهالسلام) الكلمة في قوله:
(وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) فالمعنى: ولو جعل أشجار الأرض أقلاما وأخذ البحر وأضيف إليه سبعة أمثاله وجعل المجموع مدادا فكتب كلمات الله بتبديلها ألفاظا دالة عليها بتلك الأقلام من ذلك المداد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله لكونها غير متناهية.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لَوْ أَنَّ مََا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاََمٌ وَ اَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مََا نَفِدَتْ كَلِمََاتُ اَللََّهِ) أي لو كان شجر الأرض أقلاما و كان البحر مدادا و يمده سبعة أبحر مثله أي تزيده بمائها فكتب بتلك الأقلام و البحور لتكسرت تلك الأقلام و نفذ ماء البحور و ما نفذت كلمات الله و قد ذكرنا تفسير كلمات الله في سورة
الكهف و الأولى أن يكون عبارة عن مقدوراته و معلوماته لأنها إذا كانت لا تتناهى فكذلك الكلمات التي تقع عبارة عنها لا تتناهی.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.