الآيات
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هي جمع آية بمعنى العلامة و المعجزة والعبرة والجماعة، وقد استعمل الفقهاء الآية بالمعنى اللغوي الأصلي حين أطلقوا
اسم الآيات على الحوادث الكونية كالزلازل والرياح و
الكسوف و
الخسوف ونحوها.
آيات: جمع آية،
ولها عدّة معانٍ بعضها أصلي:
هي العلامة
أو العلامة الثابتة
أو العلامة الظاهرة.
ولعلّه من هنا قيل للبناء العالي آية،
نحو قوله تعالى: «أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ».
وآيات اللَّه عجائبه. وتأتي الآية بمعنى العبرة.
وقيل: بمعنى
المعجزة .
وقد تكرّر
استعمال الآية في هذه المعاني في
القرآن الكريم كقوله تعالى: «وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها»،
وقوله: «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ».
وقوله: «وَ كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَ هُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ»،
وقوله: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ».
وقيل: تأتي بمعنى الكلام المفيد القليل أو الواحد، ففي الخبر: «بلِّغوا عنّي ولو آيةً»،
أي بلِّغوا عنّي أحاديث ولو قليلة.
كما أنّها تأتي بمعنى الجماعة، من قولهم: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم، لم يدَعوا وراءهم شيئاً.
قال سبحانه: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ
أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ».
وقال أيضاً: «ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ».
وهذا
الإطلاق متفرّع عن المعنى الأصلي فهو: إمّا مأخوذ من المعنى الأخير، أي الجماعة؛ لأنّها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه.
بيد أنّ هذا المعنى أكثر مناسبة مع السورة لا الآية، كما أنّ بعض الآيات قد تتكوّن من حرفين أو من كلمة واحدة، وهذا لا يتلائم مع ما ذكروه.
وإمّا مأخوذ من المعنى الأوّل، وهو العلامة، ويبدو أنّه الأنسب؛ ومن هنا حكى ابن دريد ذلك عن أبي عبيدة، قال: «والآية في القرآن الكريم كأنّها علامة شيء ثمّ يُخرج منها إلى غيرها، هكذا يقول
أبو عبيدة »،
وقال
علي بن حمزة الكسائي : الآية من القرآن كأنّها العلامة التي يفضى منها إلى غيرها كأعلام الطريق المنصوبة للهداية،
وإن اختلف في كونها علامة على أيّ شيء، فهل أنّها علامة على
انقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصاله عنه، أو علامة على حكمٍ، أو غير ذلك.
فقد حكي أنّه: سمّيت الآية من القرآن آية؛ لأنّها علامة لانقطاع كلامٍ من كلام.
وقال
الفيومي : «الآية من القرآن ما يحسن السكوت عليه».
وقال
الراغب : «كلُّ جملة من القرآن دالّة على حكم آيةٌ، سورةً كانت أو فصولًا أو فصلًا من سورة».
فبناءً على هذا القول تكون (الآية القرآنية) هي المقطع القرآني الذي يتضمّن مطلباً أو حكماً أو معنى تامّاً على الأقلّ،
وليس هو المقدار المعيّن في المصاحف الموجودة الآن، إذ قد تكون أقلّ، وقد تكون أكثر فتشمل عدّة آيات.
وقيل: سمّيت آية؛ لأنّها عجب يُتعجّب من
إعجازه ، كما يقال: فلان آية من الآيات.
هذا، وقد بحث اللغويّون أيضاً حول كلمة (آية) من حيث الهيئة والمادة، وإليك خلاصة ذلك:
اختلفوا في وزنها قبل الإعلال على أقوال، منها:
۱- فَعْلَة: أَيْيَة (أيّة) كنَبْقَة،
ولكراهة التضعيف لثقله أُعلَّت على غير القياس فقلبت ياؤها الساكنة ألفاً؛ قيل: وهذا قلب شاذّ، وهو قليل غير مقيس عليه.
لانفتاح ما قبلها. كما قالوا: أيْما لمعنى أمّا.
وهذا قول
سيبويه .
وذكروا أنّ أصلها همزة (أأْيَة) بوزن: أعْيَة، فخفّفت الهمزة الأخيرة فامتدّت.
ونسب إلى سيبويه أنّ موضع العين واو، وإن ردّ
ابن برّي هذه النسبة.
۲- فَعَلَة: أيَيَة، مثل: شَجَرة، وحق مثلها أن يكون لامه معلّاً دون عينه، نحو: حياة ونواة، لكن صحّح لامه؛ لوقوع الياء قبلها، نحو: راية. وهذا قول الخليل والمبرّد.
۳- فاعِلَة: آيِيَة، مثل: آمِنَة، وخفّفت بحذف اللام
فصارت آية. وهذا ما اختاره
الفرّاء .
وقد ضعِّف هذا القول.
وقيل: إنّ الذاهب منها العين، وهو قول الكسائي، صيّرت ياؤها الاولى ألفاً كما فعل بحاجة وقامة، و
الأصل حائجة وقائمة. وقد ردّ عليه الفرّاء ذلك.
والنسبة إليها: آيِيّ وآئيّ وآوِيّ،
وقال
الجوهري : أووي.
والجمع: آيات وآي، وجمع الجمع آياء كأفعال.
فإنّ آية من أيي، أصله النظر، تأيّا يتأيّا تأيِّياً وتئيّة: إذا تأنّى في
الأمر وتمكّث وتثبّت، وفي المكان: إذا أقام به. وذكروا له أصلًا آخر، وهو التعمّد.
وقيل: إنّ
اشتقاق الآية من أيّ؛ فإنّها هي التي تبيّن أيّاً من أيٍّ.
وقد استعمل الفقهاء الآية بالمعنى اللغوي الأصلي حين أطلقوا
اسم الآيات على الحوادث الكونية كالزلازل والرياح و
الكسوف و
الخسوف ونحوها.
كما استعملوها بمعنى الآيات القرآنية فيما يرجع إلى أحكام القرآن وآياته.
•
الآيات القرآنية ، الآيات القرآنية مجموعة الكلمات والعبارات الشريفةأنزل الله على النبي صلَي الله عليه وآله وسلَم لهداية الناس.
•
الآيات الكونية ، يراد بالآيات الكونية كلّ آية مخوفة،كآيات الخسوف و الكسوف .
الموسوعة الفقهية، ج۲، ص۹- ۳۶.