سِجِّيل (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
سِجِّيل: (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) كلمة
«سجّيل» فارسية الأصل، و هي مركبة من «سنگ» و معناها الحجارة و «گل» و معناها الطين، فعلى هذا هي شيء صلبا كالحجارة و لا رخوا كالزهرة، و انّما هي
برزخ «وسط» بينهما.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« سِجِّيل» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَ أَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: ضمائر التأنيث الثلاث راجعة إلى أرض القوم أو القرية أو بلادهم المعلومة من السياق ، والسجيل على ما في
المجمع، بمعنى السجين وهو النار، وقال
الراغب: السجين حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرب، انتهى. يشير إلى ما قيل إن أصله سنك كل، وقيل: إنه مأخوذ من السجل بمعنى الكتاب كأنها كتب فيها ما فيها من عمل الإهلاك، وقيل: مأخوذ من أسجلت بمعنى أرسلت.
والظاهر أن الأصل في جميع هذه المعاني هو التركيب الفارسي المعرب المفيد معنى الحجر والطين، والسجل بمعنى الكتاب أيضا منه فإنهم على ما قيل كانوا يكتبون على الحجر المعمول ثم توسع فسمي كل كتاب سجلا وإن كان من قرطاس، والإسجال بمعنى الإرسال مأخوذ من ذلك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(مِنْ سِجِّيلٍ) أي سنك كل عن
ابن عباس و
سعيد بن جبير بين بذلك صلابتها و مباينتها للبرد و أنها ليست من جنس ما جرت به عادتهم في سقوط البرد من الغيوم و قيل إن السجيل الطين عن
قتادة و
عكرمة و يؤيده قوله
(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجََارَةً مِنْ طِينٍ) و روي عن عكرمة أيضا أنه بحر معلق في الهواء بين الأرض و السماء منه أنزلت الحجارة و قال الضحاك هو الآجر و قال الفراء هو طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأرحاء و قال كان أصل الحجارة طينا فشددت عن
الحسن و قيل إن السجيل سماء الدنيا عن ابن زيد فكانت تلك الحجارة منزلة من السماء
الدنيا.
(تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي ترمي أبابيل الطير أصحاب
الفيل بحجارة من سجيل، وقد تقدم معنى السجيل في تفسير قصص قوم
لوط.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(تَرْمِيهِمْ بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) أي تقذفهم بحجارة صلبة شديدة ليست من جنس الحجارة و قد فسرنا السجيل في سورة هود و ما جاء من الأقوال فيه فلا معنى لإعادته و قال
موسى بن عائشة : كانت الحجارة أكبر من العدسة و أصغر من الحمصة و قال
عبدالله بن مسعود : صاحت الطير فرمتهم بالحجارة فبعث
الله ريحا فضربت الحجارة فزادتها شدة فما وقع منها حجر على رجل إلا خرج من الجانب الآخر فإن وقع على رأسه خرج من دبره.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.