شفاعت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
شفاعت: (وَلایُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) «شفاعت» كلمة
«الشفاعة» من
«الشفع» بمعنى
«الزوج» و «ضم الشيء إلى مثله»، يقابلها
«الوتر» بمعنى «الفرد». ثم أطلقت على انضمام الفرد الأقوى و الأشرف إلى الفرد الأضعف لمساعدة هذا الضعيف.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«شفاعت» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَاتَّقُواْ یَوْمًا لاَّ تَجْزِی نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَیْئًا وَلاَ یُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ یُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الشفاعة على ما نعرف من معناها إجمالا بالقريحة المكتسبة من الاجتماع والتعاون و ( هي من الشفع مقابل الوتر كأن الشفيع ينضم إلى الوسيلة الناقصة التي مع المستشفع فيصير به زوجا بعد ما كان فردا فيقوى على نيل ما يريده ، لو لم يكن يناله وحده لنقص وسيلته وضعفها وقصورها )
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:أصل الشفاعة من الشفع الذي هو ضد الوتر فإن الرجل إذا شفع بصاحبه. و قوله
(«وَ لاََ يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ») قال المفسرون حكم هذه الآية مختص باليهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبياء و آباؤنا يشفعون لنا فأياسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم و المراد به الخصوص و يدل على ذلك أن الأمة اجتمعت على أن للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) شفاعة مقبولة.
(مَّن یَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً یَکُن لَّهُ نَصِیبٌ مِّنْهَا وَمَن یَشْفَعْ شَفَاعَةً سَیِّئَةً یَکُن لَّهُ کِفْلٌ مِّنْهَا وَکَانَ اللّهُ عَلَی کُلِّ شَیْءٍ مُّقِیتًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: لما کانت الشفاعة نوع توسط لترميم نقيصة أو لحيازة مزية ونحو ذلك كانت لها نوع سببية لإصلاح شأن فلها شيء من التبعة والمثوبة المتعلقتين بما لأجله الشفاعة ، وهو مقصد الشفيع والمشفوع له فالشفيع ذو نصيب من الخير أو الشر المترتب على الشفاعة ، وهو قوله تعالى
(« مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً ») قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(«مَنْ يَشْفَعْ شَفََاعَةً حَسَنَةً») قيل فيه أقوال (أحدها) إن معناه من يصلح بين اثنين
(«يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهََا») أي يكن له أجر منها
(«وَ مَنْ يَشْفَعْ شَفََاعَةً سَيِّئَةً») أي يمشي بالنميمة
(«يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهََا») أي إثم منها عن الكلبي عن ابن عباس (و ثانيها) إن الشفاعة الحسنة و الشفاعة السيئة شفاعة الناس بعضهم لبعض عن مجاهد و الحسن قال ما يجوز في الدين أن يشفع فيه فهو شفاعة حسنة و ما لا يجوز أن يشفع فيه فهو شفاعة سيئة قال و من يشفع شفاعة حسنة كان له فيها أجر و ثواب و إن لم يشفع لأن الله قال
(«وَ مَنْ يَشْفَعْ») و لم يقل و من يشفع و يؤيد هذا قوله ( اشفعوا تؤجروا) و قوله ( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه و من أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع) (و ثالثها) إن المراد بالشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين و بالشفاعة السيئة الدعاء عليهم عن أبي علي الجبائي قال لأن اليهود كانت تفعل ذلك فتوعدهم الله عليه (و رابعها) ما قاله بعضهم إن المراد بالشفاعة هنا أن يصير الإنسان شفع صاحبه في جهاد عدوه فيحصل له من هذه الشفاعة نصيب في العاجل من الغنيمةو الظفر و في الآجل من الثواب المنتظر و إن صار شفعا له في معصية أو شر حصل له نصيب من المذمة في العاجل و العقوبة في الآجل و الكفل الوزر عن الحسن و قتادة و هو النصيب و الحظ عن السدي و الربيع و جميع أهل اللغة فكأنه النصيب من الشر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.