يُؤْفَكونَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
یُؤْفَکُونَ:
(انْظُرْ اَنَّی یُؤْفَکُونَ) كلمة
«یُؤْفَکُونَ» مشتقّة من
«إفك» على زنة «فكر» و معناها إعادة الشيء من صورته الواقعية و الحقيقية، و بهذه المناسبة تطلق الكلمة على الكذب و على الرياح المخالفة «للاتجاه» أيضا. و التعبير ب «يؤفكون» بصيغة المجهول إشارة إلى أنّهم لا قدرة لهم على التصميم، فكأنّهم منجذبون إلى عبادة الأوثان دون إرادة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«يُؤْفَكونَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: قوله تعالى : «
انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» الخطاب للنبي (صلياللهعليهوآله) وهو في مقام
التعجيب أي تعجب من كيفية بياننا لهم الآيات ، وهو أوضح بيان لأظهر آية في بطلان دعواهم ألوهية
المسيح ، وكيفية صرفهم عن تعقل هذه الآيات ؛ فإلى أي غاية يصرفون عنها ، ولا تلتفت إلى نتيجتها ـ وهي بطلان دعواهم ـ عقولهم؟.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
اُنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ اَلْآيََاتِ» أمر سبحانه النبي (صلياللهعليهوآله) و أمته بأن يفكروا فيما بين تعالى من الآيات أي الدلالات على بطلان ما اعتقدوه من ربوبية المسيح ثم أمر بأن ينظر «
ثُمَّ اُنْظُرْ أَنََّى يُؤْفَكُونَ» أي كيف يصرفون عن الحق الذي يؤدي إليه تدبر الآيات فالنظر الأول إنما هو إلى فعله تعالى الجميل في نصب الآياتو إزاحة العلل و النظر الثاني إلى أفعالهم القبيحة و تركهم التدبر للآيات.
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: وإذا كان الله هو الخالق وبيده تدبير
السماوات ويتبعه تدبير
الأرض وكينونة الأرزاق كان هو الذي يجب أن يدعى للرزق وسائر التدبير فمن العجب حينئذ أن يصرف عنه
الإنسان إلى غيره ممن لا يملك شيئا وهو قوله : «
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ» أي فإذا كان الخلق وتدبير
الشمس و
القمر إليه تعالى فكيف يصرف هؤلاء إلى دعوة غيره من
الأصنام وعبادته.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
فَأَنََّى يُؤْفَكُونَ» أي فكيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة
حجر لا ينفع و لا يضر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.