أَجَل (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَجَل: (ثُمَّ قَضَی اَجَلًا) «الأجل» في الأصل بمعنى
«المدّة المعينة» و
«قضاء الأجل» يعني تعيين تلك المدّة أو إنهاءها، و لكن كثيرا ما يطلق على الفرصة الأخيرة اسم «الأجل»، فتقول، مثلا: جاء أجل
الدّين، أي أنّ آخر موعد التسديد الدّين قد حل. و من هنا أيضا يكون التعبير عن آخر لحظة من لحظات عمر
الإنسان بالأجل لأنّها موعد حلول
الموت.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَجَل» نذكر أهمها في ما يلي:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: تسمية الأجل تعيينه فإن العادة جرت في العهود والديون ونحو ذلك بذكر الأجل وهو المدة المضروبة أو آخر المدة باسمه، وهو الأجل المسمى.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) قيل فيه أقوال:
(أحدها) أنه يعني بالأجلين أجل الحياة إلى الموت و أجل الموت إلى البعث و قيام الساعة عن الحسن و
سعيد بن المسيب و
قتادة و
الضحاك و اختاره
الزجاج و روى أيضا عطاء عن
ابن عباس قال قضى أجلا من مولده إلى مماته و أجل مسمى عنده من الممات إلى البعث لا يعلم ميقاته أحد سواه فإذا كان الرجل
صالحا واصلا لرحمه زاد
الله له في أجل
الحياة و نقص من أجل
الممات إلى البعث و إذا كان غير صالح و لا واصل نقصه الله من أجل الحياة و زاد في أجل المبعث قال.
(و ثانيها) أنه الأجل الذي يحيا به أهل
الدنيا إلى أن يموتوا و أجل مسمى عنده يعني الآخرة لأنه أجل دائم ممدود لا آخر له و إنما قال مسمى عنده لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ في السماء و هو الموضع الذي لا يملك فيه الحكم على الخلق سواه عن
الجبائي و هو قول
سعيد بن جبير و
مجاهد(و ثالثها) أن أجلا يعني به أجل من مضى من الخلق و أجل مسمى عنده يعني به آجال الباقين عن
أبي مسلم(و رابعها) أن قوله قضى أجلا عنى به النوم يقبض الروح فيه ثم يرجع إلى صاحبه عند اليقظة و أجل مسمى عنده هو أجل موت الإنسان و هو المروي عن ابن عباس و يؤيده قوله
(وَ يُرْسِلُ اَلْأُخْرىََ إِلىََ أَجَلٍ مُسَمًّى) و الأصل في الأجل هو الوقت فأجل الحياة هو الوقت الذي يكون فيه الحياة و أجل الموت أو القتل هو الوقت الذي يحدث فيه الموت أو القتل و ما يعلم الله تعالى أن المكلف يعيش إليه لو لم يقتل لا يسمى أجلا حقيقة و يجوز أن يسمى ذلك مجازا و ما جاء في الأخبار من أن
صلة الرحم تزيد في العمر و الصدقة تزيد في الأجل و أن الله تعالى زاد في أجل قوم يونس و ما أشبه ذلك فلا مانع من ذلك.
(وَ يَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَ قَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أن المراد بالأجل في قولهم:
(وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا) الحد الذي قدر لوجودهم والدرجة التي حصلت لهم من أعمالهم دون الوقت الذي ينتهي إليه أعمارهم وبعبارة أخرى آخر درجة نالوها من فعلية الوجود لا الساعة التي ينتهي إليها حياتهم فيرجع المعنى إلى أن بعضنا استمتع ببعض بسوء اختياره وسيئ عمله فبلغنا بذلك السير الاختياري ما قدرت لنا من الأجل ، وهو أنا ظالمون
كافرون.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ بَلَغْنََا أَجَلَنَا اَلَّذِي أَجَّلْتَ لَنََا) يعني بالأجل الموت عن الحسن و السدي و قيل البعث و الحشر لأن الحشر أجل الجزاء كما أن الموت أجل استدراك ما مضى قال الجبائي و في هذا دلالة على أنه لا أجل إلا واحد لأنه لو كان أجلان لكان الرجل إذا اقتطع دون الموت بأن يقتل لم يكن بلغ أجله و الآية تتضمن أنهم أجمع قالوا بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا و قال
علي بن عيسى و غيره من البغداديين لا دلالة في الآية على ذلك بل لا يمتنع أن يكون للإنسان أجلان
(أحدهما) ما يقع فيه الموت
(و الآخر) ما يقع فيه الحشر أو ما كان يجوز أن يعيش إليه.
(مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَ مَا يَسْتَأْخِرُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: استدراك عن مقدر يدل عليه الجملة الشرطية في صدر الآية والتقدير: فلا يعاجل في مؤاخذتهم ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى والأجل المسمى بالنسبة إلى الفرد من الإنسان موته المحتوم ، وبالنسبة إلى الأمة يوم انقراضها وبالنسبة إلى عامة البشر نفخ الصور وقيام الساعة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مََا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهََا وَ مََا يَسْتَأْخِرُونَ) هذا وعيد
للمشركين معناه ما تموت أمة قبل أجلها المضروب لها و لا تتأخر عنه و قيل عنى
بالعذاب الموعود لهم على
التكذيب أنه لا يتقدم على الوقت المضروب لهم لذلك و لا يتأخر عنه و الأجل هو الوقت المضروب لحدوث أمر من الأمور و الأجل المحتوم لا يتأخر و لا يتقدم و الأجل المشروط بحسب الشرط و المراد بالأجل المذكور في الآية الأجل المحتوم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.