بلاء (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بلاء:
(ذلِکُمْ بَلاءٌ مِّنْ رَّبِّکُمْ)و
البلاء معناه
الاختبار في الأصل، غاية ما في الأمر تارة يكون بالنعم فيسمى بلاء حسنا، و تارة بالمصائب و
العقاب فيسمّى بلاء سيئا، كما تشير إلى ذلك الآية (۱۶۸) من سورة الأعراف في شأن بني إسرائيل
(وَ بَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَ السَّيِّئاتِ)و
القرآن عبّر بكلمة «
البلاء» عمّا كان ينزل ببني
إسرائيل من عذاب يتمثل في قتل الذكور و استخدام الإناث لخدمة آل
فرعون، و استثمار طاقات
بنيإسرائيل لخدمة الاقباط و إشباع رغبات و نزوات المستكبرين. و البلاء يعني
الامتحان، فالحوادث و
المصائب التي نزلت ببني إسرائيل كانت بمثابة الامتحان لهم. كما قد يأتي البلاء بمعنى العقاب، لأن بني إسرائيل سبق لهم أن كفروا بنعمة ربّهم، فكان ما أصابهم من آل عمران عقابا على كفرانهم. و ذكر بعض المفسرين معنى ثالثا للبلاء، و هو النعمة، و بذلك يكون البلاء العظيم يعني النعمة العظيمة، و المقصود منها نعمة النجاة من آل فرعون.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بلاء»نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَ فِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: فسمى ما يصنعون بهم بلاء و امتحاناً من الله و عذاباً في نفسه لا منه سبحانه.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(بلاء من ربكم عظيم) أي: لما خلى بينكم وبينه حتى فعل بكم هذه الأفاعيل. و قيل: في نجاتكم من فرعون و قومه نعمة عظيمة من
الله عليكم.
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَ مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الظاهر أن ضمير «مِنْهُ» راجع إلى الله تعالى، و الجملة لبيان الغاية و هي معطوفة على مقدر محذوف، و التقدير: إنما فعل الله ما فعل من قتلهم و رميهم لمصالح عظيمة عنده، و ليبلي
المؤمنين و يمتحنهم بلاء وامتحانا حسنا أو لينعم عليهم بنعمة حسنة، و هو إفناء خصمهم و إعلاء كلمة
التوحيد بهم و إغناؤهم بما غنموا من
الغنائم. وقوله :
(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تعليل لقوله :
(وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ) أي إنه تعالى يبليهم لأنه سميع باستغاثتهم عليم بحالهم فيبليهم منه بلاء حسنا.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و ليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا) أي: و لينعم عليهم به نعمة حسنة، أي: فعل ذلك إنعاما على المؤمنين.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.