بِضاعَة (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بِضاعَة:
(وَ اَسَرُّوهُ بِضاعَةً) «
البضاعة» في الأصل من مادة «
بضع» على وزن «
نذر» و معناها: القطعة من اللحم، ثمّ توسعوا في المعنى و أطلقوا هذا اللفظ على القطعة المهمّة، من المال. و البضعة هي القطعة من الجسد، و حسن البضع معناه:
الإنسان المكتنز لحمه، و «
بضع» على وزن «
حزب» معناه العدد من ثلاثة الى عشرة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بِضاعَة»نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ جَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ وَ أَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: جاءت جماعة مارة إلى هناك فأرسلوا من يطلب لهم
الماء فأرسل دلوه في الجب ثم لما أخرجها فاجأهم بقوله: يا بشرى هذا غلام ـ و قد تعلق يوسف بالحبل فخرج ـ فأخفوه بضاعة يقصد بها
البيع و التجارة و الحال أن
الله سبحانه عليم بما يعملون يؤاخذهم عليه أو أن ذلك كان بعلمه تعالى و كان يسير
يوسف هذا المسير ليستقر في مستقر
العزة و
الملك و
النبوة.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(و أسروه بضاعة) أي: و أسر يوسف الذين وجدوه من رفقائهم من التجار، مخافة أن يطلبوا منهم الشركة معهم في يوسف، فقالوا: هذا بضاعة، لأهل الماء دفعوه إلينا لنبيعه لهم، عن
مجاهد، و
السدي. و قيل: معناه و أسر إخوته يكتمون أنه أخوهم، فقالوا: هو عبد لنا قد أبق، واختفى منا في هذا الموضع، و قالوا له بالعبرانية: لئن قلت أنا أخوهم قتلناك! فتابعهم على ذلك لئلا يقتلوه، عن
ابنعباس.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: البضاعة المزجاة
المتاع القليل، و في الكلام حذف والتقدير فساروا بني يعقوب إلى مصر ولما دخلوا على يوسف قالوا « إلخ ». كانت لهم ـ على ما يدل عليه السياق ـ حاجتان إلى
العزيز و لا مطمع لهم بحسب ظاهر الأسباب إلى قضائهما و استجابته عليهم فيهما.
إحداهما: أن يبيع منهم الطعام و لا ثمن عندهم يفي بما يريدونه من الطعام على أنهم عرفوا بالكذب و سجل عليهم السرقة من قبل و هان أمرهم على العزيز لا يرجى منه أن يكرمهم بما كان يكرمهم به في الجيئة الأولى.
و ثانيتهما : أن يخلي عن سبيل أخيهم المأخوذ بالسرقة، و قد استيأسوا منه بعد ما كانوا ألحوا عليه فأبى العزيز حتى عن تخلية سبيله بأخذ أحدهم مكانه. و لذلك لما حضروا عند يوسف العزيز و كلموه وهم يريدون أخذ الطعام و إعتاق أخيهم أوقفوا أنفسهم موقف
التذلل و
الخضوع و بالغوا في رقة الكلام استرحاما و استعطافا فذكروا أولا ما مسهم وأهلهم من الضر و سوء الحال ثم ذكروا قلة ما أتوا به من البضاعة ثم سألوه إيفاء
الكيل، وأما حديث أخيهم المأخوذ فلم يصرحوا بسؤال تخلية سبيله بل سألوه أن يتصدق عليهم و إنما يتصدق بالمال و
الطعام مال و أخوهم المسترق مال العزيز ظاهرا ثم حرضوه.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و جئنا ببضاعة مزجاة)أي: ندافع بها
الأيام و نتقوتها، وليست مما يتسع به. و قيل: رديئة لا تؤخذ إلا بوكس عن ابن عباس، و
الجبائي. و قيل: قليلة، عن الحسن، و مجاهد، و
قتادة، و
ابنزيد، و
أبيمسلم. و اختلف في تلك البضاعة، فقيل: كانت دراهم رديئة زيوفا، لا تنفق في ثمن الطعام، عن
عكرمة، عن ابن عباس. و قيل: كانت خلق الغرارة و
الحبل، ورث
المتاع، عن ابن أبي مليكة عنه. و قيل: كانت متاع الأعراب الصوف و السمن، عن عبدالله بن الحرث. و قيل: الصنوبر، و الحبة الخضراء، عن
الكلبي، و مقاتل. و قيل: دراهم فسول، عن
سعيد بن جبير. وقيل: كانت أقطا، عن الحسن.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.