تحدّى (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تحدّی:
(فَاْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ) القرآن
تحدى بصراحة و قوة في هذه الآيات جميع البشرية، و في هذه الصراحة و القوة دلالة حيّة على حقّانيته. و لم يكتف في تحدّيه بدعوة النّاس إلى أن يأتوا بمثله، بل حفّزهم و شجعهم على ذلك.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تحدّى» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان:قوله تعالى:
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) إلى آخر الآية، ومن هنا يظهر أولا: أن التحدي ليس بسورة معينة فإنهم لم يرموا بالافتراء بعض القرآن دون بعض بل جميعه، وهو يكلفهم أن يأتوا بسورة مثل ما يدعون أنه افتراه ، وإنما ادعوه لجميع
القرآن دون بعضه. ولا يصغي إلى قول من يقولإن التنكير في
(بِسُورَةٍ) للتعظيم أو للتنويع و المراد
سورة من السور يذكر فيها قصص الأنبياء وأخبار وعيد الدنيا والآخرة لأن الافتراء إنما يتهم به الإخبار دون الإنشاء أو يقول: المراد سورة طويلة مثل هذه السورة
سورة يونس ـ في اشتمالها على أصول الدين و
الوعد و
الوعيد. وذلك أن القرآن بجميع آياته منسوب إلى الله سبحانه، و لا يختلف في ذلك ما يتضمن الإخبار و ما يتضمن الإنشاء، وما كانت سورة طويلة أو قصيرة حتى الآية الواحدة ، و الرمي بالافتراء يصح أن يتعلق بالجميع لأنه تكذيب للنسبة المتعلقة بالجميع.
وثانيا : أن الآية لا تتحدى ببلاغة القرآن و
فصاحته فحسب بل السياق في هذه الآية وفي سائر الآيات التي وردت مورد التحدي يشهد على أن التحدي إنما هو بما عليه القرآن من صفة الكمال و نعت الفضيلة من اشتماله على مخ المعارف الإلهية، وجوامع الشرائع من الأحكام العبادية و القوانين المدنية السياسية و الاقتصادية والقضائية، و الأخلاق الكريمة و الآداب الحسنة، و قصص الأنبياء و الأمم الماضية، و
الملاحم و الأخبار الغيبية، و وصف
الملائكة و
الجن و السماء و الأرض والحكمة و الموعظة و الوعد و الوعيد، و أخبار البدء و العود ، وقوة الحجة و جذالة البيان والنور و الهداية من غير أن يختلف جزء منه عن جزء ، أضف إلى ذلك و قوعه في بلاغته و فصاحته موقعا يقصر عن البلوغ إليه أيدي البشر.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فأتوا بسورة مثله) أي: مثله في
البلاغة لأنكم من أهل لسانه، فلو قدر على ذلك لقدرتم أنتم أيضا عليه، فإذا عجزتم عن ذلك فاعلموا أنه ليس من كلام البشر، و أنه منزل من عند الله عز اسمه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.