تربيع الجنازة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
وتربيع
الجنازة أي حملها من جوانبها الأربع، وأن المشهور فيما هو الفضل من الكيفية، البدأة بمقدّم السرير الأيمن على عاتقه الأيسر، ثمَّ بمؤخره، ثمَّ بمؤخره الأيسر على عاتقه الأيمن، ثمَّ يدور حوله إلى أن يرجع إلى المقدّم.
وتربيعها أي حملها من جوانبها الأربع كيف اتفق إجماعا منّا. وليس فيه دنوّة ولا سقوط مروّة، وإلّا لما فعله
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) والأئمة: ولما ورد الأمر به مع الحثّ عليه في المعتبرة
كالحسن: «من حمل جنازة من أربع جوانبها غفر
اللّه تعالى له أربعين كبيرة»
. وفي الخبر: «من أخذ بقائمة السرير غفر اللّه تعالى له خمساً وعشرين كبيرة، وإذا ربّع خرج من
الذنوب»
.
والأخبار فيما هو الفضل من الكيفية مختلفة كاختلاف
الطائفة، إلّا أن المشهور كما في كلام جماعة
البدأة بمقدّم السرير الأيمن على عاتقه الأيسر، ثمَّ بمؤخره، ثمَّ بمؤخره الأيسر على عاتقه الأيمن، ثمَّ يدور حوله إلى أن يرجع إلى المقدّم، وعليه
الإجماع عن
الشيخ.
وقيل: بالعكس
، وادعي عليه
الشهرة. وأيّد بالاعتبار؛ لاجتماع يميني الحامل
والميت فيه مع يسار الجنازة، دون الأوّل، لاجتماع يساريهما حينئذ مع يمينها، واعتبار اليمين أولى. وهو حسن، ويشهد له تشبيهه بدوران الرحى الغير الحاصل متعارفاً إلّا بذلك كما شاهدناه، وإن اشتهر خلافه في كلام أصحابنا. إلّا أنّ الشهرة العظيمة مع دعوى الإجماع يؤيد الأول فترجّح بهما أخباره، ودعوى الشهرة على الخلاف مهجورة، مع أنّ أخباره ما بين صريح وظاهر.
فالأوّل مروي في
السرائر، عن جامع
البزنطي، عن
ابن أبي يعفور، عن
الصادق (علیهالسّلام) قال: «
السنّة أن تستقبل الجنازة من جانبها الأيمن وهو ممّا يلي يسارك» إلى آخره
.
وقريب منه
المرسل: «ابدأ باليد اليمنى ثمَّ بالرجل اليمنى، ثمَّ ارجع من مكانك إلى ميامن الميت لا تمرّ خلفه»
وهو كالصريح؛ للأمر بالرجوع إلى ميامن الميت التي هي يسار الجنازة الظاهر في عدم حصوله بالحمل السابق، ولو كان المراد باليد اليمنى يمنى الميت لما كان للرجوع معنى.
والثاني الخبر: «تبدأ في حمل السرير من جانبه الأيمن»
فإن الظاهر رجوع الضمير إلى السرير لا الميت. وأخبار الخلاف ليست ناصة عليه بل ظاهرة قابلة للحمل بما يرجع إلى الأول.
فإذا هو الأظهر، ويراد بالتشبيه بدوران الرحى حينئذ التشبيه في أصل الدوران لا الكيفية، ردّاً على
العامة، لمنعهم عن مطلق الدوران
.
رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل، الطباطبائي، السيد علي، ج۱، ص۴۲۶-۴۲۸.