تَوَلّى (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَوَلّى (فَتَوَلَّی فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ) «التَّوَلِّي» يكون بمعنى الإعراض و بمعنى الاتباع. بالرغم من أنّ
(تَولِّی) فسّرت هنا بالافتراق عن
موسى، أن عن ذلك المجلس، إلّا أنّ من الممكن أن تعكس- مع ملاحظة معناها من الناحية اللغوية- حالة الاعتراض و الغضب لدى فرعون. و موقفه المعادي تجاه موسى.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَوَلّى» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَی) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: ظاهر السياق أن المراد بتولي
فرعون انصرافه عن مجلس المواعدة للتهيؤ لما واعد، و المراد بجمع كيده جمع ما يكاد به من السحرة و سائر ما يتوسل به إلى تعمية
الناس و التلبيس عليهم ويمكن أن يكون المراد بجمع كيده جمع ذوي كيده بحذف المضاف و المراد بهم
السحرة و سائر عماله و أعوانه.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فَتَوَلََّى فِرْعَوْنُ) أي انصرف و فارق موسى على هذا الوعد.
(الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و يؤيده إطلاق الإنذار، و أما الأشقى بمعنى أشقى الناس كلهم فمما لا يساعد عليه السياق البتة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى) لا يدل على أنه تعالى لا يدخل النار إلا
الكافر على ما يقوله
الخوارج و بعض
المرجئة و ذلك لأنه نكر النار المذكورة و لم يعرفها فالمراد بذلك أن نارا من جملة النيران لا يصلاها إلا من هذه حاله و النيران دركات على ما بينه سبحانه في سورة
النساء في شأن
المنافقين فمن أين عرف أن غير هذه النار لا يصلاها قوم آخرون و بعد فإن الظاهر من الآية يوجب أن لا يدخل النار إلا من كذب و تولى و جمع بين الأمرين فلا بد للقوم من القول بخلافه لأنهم يوجبون النار لمن يتولى عن كثير من الواجبات و إن لم يكذب و قيل أن الأتقى و الأشقى المراد بهما التقي و الشقي كما قال طرفة :
تمنى رجال أن أموت و إن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد | | |
| | |
أراد بواحد.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.