تُوَسْوِسُ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تُوَسْوِسُ (وَ نَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسٌ) «توسوس» مشتقّة من
الوسوسة و هي- كما يراه الراغب في مفرداته- الأفكار غير المطلوبة التي تخطر بقلب
الإنسان، و أصل الكلمة
«الوسواس» و معناه الصوت الخفي و كذلك صوت أدوات الزينة و غيرها. و المراد من
الوسوسة في الآية هنا هي أنّ
اللّه لمّا كان يعلم بما يخطر في قلب الإنسان و
الوساوس السابحة في أفكاره، فمن البديهي أنّه عالم بجميع عقائده و أعماله و أقواله، و سوف يحاسبه عليها يوم القيامة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تُوَسْوِسُ » نذكر أهمها في ما يلي:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَ نَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و قوله:
(وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) في ذكر أخفى أصناف العلم و هو العلم بالخطور النفساني الخفي إشارة إلى استيعاب العلم له كأنه قيل: و نعلم ظاهره و باطنه حتى ما توسوس به نفسه و مما توسوس به الشبهة في أمر
المعاد: كيف يبعث
الإنسان و قد صار بعد
الموت ترابا متلاشي الأجزاء غير متميز بعضها من بعض. و قد بان أن
(ما) في
(ما تُوَسْوِسُ بِهِ ) موصولة و ضمير
(بِهِ) عائد إليه و الباء للآلة أو للسببية، و نسب الوسوسة إلى النفس دون
الشيطان و إن كانت منسوبة إليه أيضا لأن الكلام في إحاطة العلم بالإنسان حتى بما في زوايا نفسه من هاجس و وسوسة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ نَعْلَمُ مََا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) أي ما يحدث به قلبه و ما يخفي و يكن في نفسه و لا يظهره لأحد من المخلوقين.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.