أَحْلام (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَحْلام: (قالُوا اَضْعاثُ اَحْلامٍ) و
«الأحلام» جمع
«حلم» على وزن «رخم» معناه الطيف و الرؤيا، فيكون معنى أَضْغاثُ أَحْلامٍ هو الاطياف المختلطة، فكأنّها متشكّلة من مجموعة مختلفة و متفاوتة من الأشياء، و جاءت كلمة الأحلام في جملة وَ ما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ مسبوقة بالألف و اللام العهدية و هي اشارة الى انّ المعبّرين غير قادرين على تأويل مثل هذه الأحلام.
و معنی الاخری
«الأحلام» جمع
حلم و هو المنام و الرؤية، و لمّا كان جمع حزمة حطب يحتاج أن يجمعوا عدّة أشياء متفرّقة إلى بعضها، فإنّ هذا التعبير اطلق على المنامات المضطربة المتفرّقة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَحْلام» نذكر أهمها في ما يلي:
(قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَ مَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الأحلام جمع حلم بضمتين وقد يسكن وسطه هو ما يراه النائم في منامه وكان الأصل في معناه ما يتصور للإنسان من داخل نفسه من غير توصله إليه بالحس ، ومنه تسمية العقل حلما لأنه استقامة التفكر ، ومنه أيضا الحلم لزمان البلوغ قال تعالى.
(وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ) أي زمان البلوغ ، بلوغ العقل ، ومنه الحلم بكسر الحاء بمعنى الأناءة ضد الطيش وهو ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب وعدم المعاجلة في العقوبة فإنه إنما يكون عن استقامة التفكر. وذكر
الراغب: أن الأصل في معناه الحلم بكسر الحاء، ولا يخلو من تكلف.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(قََالُوا أَضْغََاثُ أَحْلاََمٍ) أي هذه أباطيل أحلام عن
الكلبي و قيل تخاليط أحلام عن
قتادة و المعنى هذا منامات كاذبة لا يصح تأويلها
(وَ مََا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ اَلْأَحْلاََمِ) التي هذه صفتها
(بِعََالِمِينَ) و إنا نعلم
تأويل ما يصح و كان جهل الملأ بتأويل رؤيا الملك سبب نجاة
يوسف لأن الساقي تذكر حديث يوسف فجثا بين يديه و قال يا أيها الملك إني قصصت أنا و صاحب الطعام على رجل في السجن منامين فخبر بتأويلهما و صدق في جميع ما وصف فإن أذنت مضيت إليه و أتيتك من قبله بتفسير هذه الرؤيا فذلك قوله.
(بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: تدرج منهم في الرمي والتكذيب، فقولهم: أضغاث أحلام أي تخاليط من رؤي غير منظمة رآها فحسبها
نبوة وكتابا فأمره أهون من السحر، وقولهم:
(بَلِ افْتَراهُ) ترق من سابقه فإن كونه أضغاث أحلام كان لازمه التباس الأمر واشتباهه عليه لكن الافتراء يستلزم التعمد، وقولهم:
(بَلْ هُوَ شاعِرٌ) ترق من سابقه من جهة أخرى فإن المفتري إنما يقول عن ترو وتدبر فيه لكن الشاعر إنما يلفظ ما يتخيله ويروم ما يزينه له إحساسه من غير ترو وتدبر فربما مدح القبيح على قبحه وربما ذم الجميل على جماله وربما أنكر الضروري وربما أصر على الباطل المحض، وربما صدق الكذب أو كذب الصدق.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان: بل للإضراب عما حكى سبحانه أنهم قالوه أولا و للإخبار عما قالوه ثانيا أي قالوا إن القرآن تخاليط أحلام رآها في المنام عن
قتادة.
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الأحلام جمع حلم وهو العقل، وأم منقطعة والكلام بتقدير الاستفهام والإشارة بهذا إلى ما يقولونه
للنبي (صلىاللهعليهوآله) ويتربصون به.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاََمُهُمْ بِهََذََا) أي بل أ تأمرهم عقولهم بما يقولونه لك و يتربصونه بك قال
المفسرون كانت عظماء
قريش توصف بالأحلام و العقول فأزرى
الله سبحانه بعقولهم حيث لم تثمر لهم معرفة
الحق من
الباطل ثم أخبر سبحانه عن طغيانهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.