أَخْبَتُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَخْبَتُوا: (وَ اَخْبَتُوا اِلی رَبِّهِمْ) كلمة
«أخبتوا» مشتقة من
«الإخبات» و جذرها اللغوي «خبت» على وزن «ثبت» و معناها الأصلي الأرض المنبسطة الواسعة التي يمكن
للإنسان أن يخطو عليها باطمئنان و ارتياح، فلذلك استعملت هذه المادة
«الخبت و الإخبات» في الاطمئنان أيضا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَخْبَتُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَ أَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قال
الراغب في
المفردات: الخبت المطمئن من الأرض وأخبت الرجل قصد الخبت أو نزله نحو أسهل وأنجد ثم استعمل الإخبات في استعمال اللين والتواضع قال الله تعالى:
(وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) وقال:
(وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) أي المتواضعين نحو لا يستكبرون عن عبادته، وقوله:
(فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) أي تلين وتخشع.
فالمراد بإخباتهم إلى
الله اطمئنانهم إليه بحيث لا يتزلزل ما في قلوبهم من
الإيمان به فلا يزيغون ولا يرتابون كالأرض المطمئنة التي تحفظ ما استقر فيها فلا وجه لما قيل إن الأصل، أخبتوا لربهم فإن ما في معنى الاطمئنان يتعدى بإلى دون اللام.
وتقييده تعالى الإيمان و
العمل الصالح بالإخبات إليه يدل على أن المراد بهم طائفة خاصة من
المؤمنين وهم المطمئنون منهم إلى الله ممن هم على بصيرة من
ربهم، وهو الذي أشرنا إليه في صدر الآيات عند قوله:
(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) إلخ أن الآيات تقيس ما بين فريقين خاصين من الناس وهم أهل البصيرة الإلهية ومن عميت عين بصيرته.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ أَخْبَتُوا إِلىََ رَبِّهِمْ) أي أنابوا و تضرعوا إليه عن
ابن عباس و قيل معناه اطمأنوا إلى ذكره عن
مجاهد و قيل خضعوا له و خشعوا إليه عن
قتادة و الكل متقارب و قيل إن معناه و أخبتوا لربهم فوضع إلى موضع اللام.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.