أَخْدانٍ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَخْدانٍ: (وَ لا مُتَّخِذاتِ اَخْدانٍ) «الأخدان» جمع
«خدن» و هي بمعنى الرفيق و الخل في الأصل، و لكنها تستعمل عادة في الأشخاص الذين يقيمون علاقات جنسية غير مشروعة مع الجنس الآخر، و لا بدّ أن نعرف أن القرآن أطلق لفظة الخدن على المرأة كما أطلقها على الرجل.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَخْدانٍ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ مَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَ لاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَ أَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:قوله تعالى:
(فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ) إلى قوله:
(أَخْدانٍ ) المراد بالمحصنات العفائف فإن ذوات البعولة لا يقع عليهن نكاح ، والمراد بالمسافحات ما يقابل متخذات الأخدان، الأخدان جمع خدن بكسر الخاء وهو الصديق، يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، وإنما أتى به بصيغة الجمع للدلالة على الكثرة نصا ، فمن يأخذ صديقا للفحشاء لا يقنع بالواحد والاثنين فيه لأن النفس لا تقف على حد إذا أطيعت فيما تهواه.
وبالنظر إلى هذه المقابلة قال من قال: إن المراد بالسفاح الزنا جهرا وباتخاذ الخدن الزنا سرا، وقد كان اتخاذ الخدن متداولا عند العرب حتى عند الأحرار والحرائر لا يعاب به مع ذمهم زنا العلن لغير الإماء.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ لاََ مُتَّخِذََاتِ أَخْدََانٍ) أي أخلاء في السر لأن الرجل منهم كان يتخذ صديقة فيزني بها و المرأة تتخذ صديقا فتزني به و روي عن ابن عباس أنه قال كان قوم في
الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنا و يستحلون ما خفي منه فنهى الله عن الزنا سرا و جهرا فعلى هذا يكون المراد بقوله
(غَيْرَ مُسََافِحََاتٍ وَ لاََ مُتَّخِذََاتِ أَخْدََانٍ) غير زانيات لا سرا و لا جهرا.
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَ طَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَ طَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَ لاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَ مَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَ لا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) » الآية في مساق قوله تعالى في آيات محرمات
النكاح:
(وَ أُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) والجملة قرينة على كون المراد بالآية بيان حلية التزوج بالمحصنات من
أهل الكتاب من غير شمول منها لملك
اليمين.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لاََ مُتَّخِذِي أَخْدََانٍ) أي و لا متفردين ببغية واحدة خادنها و خادنته اتخذها لنفسه صديقة يفجر بها و قد مر معنى الإحصان و السفاح و الأخدان في
(سورة النساء).
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.