أُورِثْتُمُوها (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أُورِثْتُمُوها: (اُورِثْتُمُوها بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) «أُورِثْتُمُوها» من مادة
«إرث» و «الإرث» في الأصل بمعنى انتقال مال أو ثروة من شخص إلى آخر من دون أن يكون بينهما عقد (أي الانتقال عبر مسير طبيعي تلقائي، لا عن طريق
البيع و
الشراء) و لهذا يطلق الإرث على انتقال أموال
الميت إلى خلفه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أُورِثْتُمُوها» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ نَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَ قَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَ نُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: وقد جعلت
الجنة إرثا لهم في قبال عملهم و إنما يتحقق الإرث فيما إذا كان هناك مال أو نحوه مما ينتفع به و هو في معرض انتفاع شخص ثم زال عنه الشخص فبقي لغيره يقال : ورث فلان أباه أي مات وترك مالا بقي له ، و العلماء ورثة
الأنبياء أي مختصون بما تركوا لهم من
العلم، ويرث الله
الأرض أي إنه كان خولهم ما بها من مال و نحوه و سوف يموتون فيبقى له ما خولهم. و على هذا فكون الجنة إرثا لهم أورثوها معناه كونها خلقت معروضة لان يكسبها بالعمل
المؤمن و
الكافر جميعا غير أن الكافر زال عنها بشركه و معاصيه فتركها فبقيت للمؤمن فهو الوارث لها بعمله، ولولا عمله لم يرثها.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
أُورِثْتُمُوهََا» أي أعطيتموها إرثا و صارت إليكم كما يصير الميراث لأهله و قيل معناه جعلها الله سبحانه بدلا لكم كما كان أعده للكفار لو آمنوا و روي عن النبي (صلیاللهعلیهوآله) أنه قال ما من أحد إلا و له منزل في الجنة و منزل في
النار فأما الكافر فيرث المؤمن منزله من النار و المؤمن يرث الكافر منزله من الجنة فذلك قوله «
أُورِثْتُمُوهََا».
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.