إسلام (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
إسلام: (اِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الاِسْلامُ) «الإسلام» يعني التسليم، و هو هنا التسليم للّه. و على ذلك، فإنّ معنى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ
الْإِسْلامُ: إنّ الدين الحقيقي عند اللّه هو التسليم لأوامره و للحقيقة. في الواقع لم تكن روح الدين في كلّ الأزمنة سوى الخضوع و التسليم للحقيقة. و إنّما أطلق اسم
«الإسلام» على الدين الذي جاء به
الرسول الأكرم (صلىاللّهعليهوآلهوسلّم) لأنّه أرفع الأديان. و قد أوضح
الإمام علي (عليهالسّلام) هذا المعنى في بيان عميق فقال: «لأنسبنّ
الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي:
الإسلام هو
التسليم، و التسليم هو
اليقين، و اليقين هو
التصديق، و التصديق هو
الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل»
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إسلام» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَ مَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: إن الدين عند الله الإسلام، قد مر معنى الإسلام بحسب اللغة وكأن هذا المعنى هو المراد هيهنا بقرينة ما يذكره من اختلاف أهل الكتاب بعد العلم بغياً بينهم فيكون المعنى: إن الدين عند الله سبحانه واحد لا اختلاف فيه لم يأمر عباده إلا به، ولم يبين لهم فيما أنزله من الكتاب على أنبيائه إلا إياه، ولم ينصب الآيات الدالة إلا له وهو الإسلام الذي هو التسليم للحق الذي هو حق الاعتقاد وحق العمل، وبعبارة اخرى هو التسليم للبيان الصادر عن مقام الربوبية في المعارف والأحكام، وهو وإن اختلف كما وكيفاً في شرائع أنبيائه ورسله على ما يحكيه الله سبحانه في كتابه غير أنه ليس في الحقيقة إلا أمراً واحداً، وإنما اختلاف الشرائع بالكمال والنقص دون التضاد والتنافي، والتفاضل بينها بالدرجات، ويجمع الجميع أنها تسليم وإطاعة لله سبحانه فيما يريده من عباده على لسان رسله.
فهذا هو الدين الذي أراده
الله من عباده وبينه لهم، ولازمه أن يأخذ
الإنسان بما تبين له من معارفه حق التبين، ويقف عند الشبهات وقوف التسليم من غير تصرف فيها من عند نفسه وأما اختلاف أهل الكتاب من
اليهود والنصارى في الدين مع نزول الكتاب الإلهي عليهم، وبيانه تعالى لما هو عنده دين وهو الإسلام له فلم يكن عن جهل منهم بحقيقة الأمر وكون الدين واحداً بل كانوا عالمين بذلك، وانما حملهم على ذلك بغيهم وظلمهم من غير عذر وذلك كفر منهم بآيات
الله المبينة لهم حق الأمر وحقيقته لا بالله فإنهم يعترفون به.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(اَلْإِسْلاََمُ) و قيل المراد بالإسلام التسليم
لله و لأوليائه و هو التصديق و روي عن
أمير المؤمنين (علیهالسلام) في خطبة له أنه قال لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي الإسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين و اليقين هو التصديق و التصديق هو الإقرار و الإقرار هو الأداء و الأداء هو العمل رواه علي بن إبراهيم في تفسيره قال ثم قال إن
المؤمن أخذ دينه عن ربه و لم يأخذه عن رأيه إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله و إن الكافر يعرف كفرانه بإنكاره أيها
الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره إن السيئة فيه تغفر و إن الحسنة في غيره لا تقبل.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.