الابتذال
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
يأتي الابتذال بمعاني المتعددة ويحكم به في بعض الموضوعات الفقهية.
ابتذال افتعال من
البَذْل: ضدّ
الصيانة ؛ أي ترك صيانة الشيء و
امتهانه . وابتذلت الشيء ابتذالًا امتهنته. وبذل الثوب وابتذله لبسه في
أوقات الخدمة والامتهان. والبِذْلة ما يمتهن من الثياب في الخدمة
. والجمع مَباذل
. وثياب البِذْلة من باب
إضافة الصفة إلى الموصوف
. والتبذّل خلاف
التصاون . ورجل متبذِّل إذا كان يلي العمل بنفسه.
ذكروا في
آداب لباس المصلّي أنه يستحبّ أن لا يبتذل ثوبَ الصون
، بل يحافظ عليه.
يستحبّ أن يخرج الخارج لصلاة
الاستسقاء في ثياب بذلته وتواضعه ولا يجدّد
؛ لأنّ
النبي صلى الله عليه وآله
وسلم خرج متبذّلًا متواضعاً متضرّعاً.
صرّح بعض
الفقهاء بأنّه لا يحلّ للنساء
الاجتماع في العرسات والتبذّل
بالزينة و
الحلي واللباس
. ولعلّه يريد مع وجود غير
المحارم.
بناءً على كون منافي المروءة قادح في
العدالة تعرّضوا لضبطها، فقال بعضهم:إنّ صاحب المروّة هو الذي يصون نفسه عن الأدناس ولا يشينها عند
الناس.وذكروا بعض
المصاديق التي عُدّت
خلاف المروءة، منها: أن يبتذل الرجل
المعتبر بنقل
الماء و
الأطعمة إلى بيته إذا كان ذلك عن شحّ وضنّة.
اعتبر الابتذال علّة للمنع شرعاً عن جملة امور، منها:
۱- عدم صحّة اشتراط
الخيار في
عقد النكاح؛ لأنّ
فسخه باشتراط الخيار فيه يفضي إلى ابتذال
المرأة وضررها.
۲-حرمة بيع وشراء المصحف؛ وعلّل بأنّه يشتمل على كلام اللَّه، فيجب صيانته عن
البيع والابتذال .
۳- لو استعدى أحد إلى
القاضي على
حاكمٍ كان قبله فهل يجوز إحضاره أو لا يحضره حتى يتبيّن ما يستعدي عليه لأجله احتياطاً للمعزول و
خوفاً عليه من الامتهان والابتذال؟
.ولو ادّعى أنّه جار عليه في الحكم فهل له تحليفه أم يصدّق بغير يمين؛ لأنّه أمين
الشرع فيصان منصبه عن
التحليف والابتذال؟
۴-إنّ الدعوى كما تسمع على واحد من الرعيّة تسمع على القاضي عملًا
بالعموم؛ وليس ذلك ابتذالًا لأهل الصيانات، وقد حضر
علي عليه
السلام مع يهودي عند
شريح للمحاكمة.
۵- وأيضاً أفتى بعضهم أنّه لو كان المدّعى عليه من أهل الصيانات والمروّات صانه الحاكم عن البذلة، فلا يحضره مجلس حكمه، بل يحضره إلى داره ويجمع بينه وبين
خصمه ويقضي بينهما هناك، وليس في ذلك ابتذال .
۶- ذكروا أنّه ينبغي
للخطيب في
الجمعة أن يكون بليغاً مراعياً لما يقتضيه الحال بالعبارات الفصيحة الخالية عن
التعقيد وعن الابتذال؛ لتكون موعظته جالبة للقلوب مؤثّرة فيها. ويتوجّه الناس إلى
الإصغاء إليها.
الموسوعة الفقهية، ج۲، ص۲۸۹-۲۹۰