بائُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بائُوا(فَبائُوآ بِغَضَبٍ عَلی غَضَبٍ) و «
باءو» بمعنى رجعوا- و أقاموا في المكان- و هنا تعني استحقاقهم لعذاب
اللّه. فكأنهم عادوا و هم محملون بهذا
الغضب الإلهي، أو كأنهم اتخذوا موقفا يغضب اللّه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بائُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَ لِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: و قوله تعالى:
(فبائوا بغضب على غضب)أي رجعوا بمصاحبته أو بتلبس غضب بسبب كفرهم بالقرآن على غضب بسبب كفرهم بالتوراة من قبل ، والمعنى أنهم كانوا قبل البعثة والهجرة ظهيرا للنبي(صلىاللهعليهوآلهوسلم) ومستفتحا به وبالكتاب النازل عليه ، ثم لما نزل بهم
النبي(صلىاللهعليهوآلهوسلم) ونزل عليه القرآن وعرفوا أنه هو الذي كانوا يستفتحون به وينتظرون قدومه هاج بهم الحسد ، وأخذهم الاستكبار ، فكفروا وإنكروا ما كانوا يذكرونه كما كانوا يكفرون بالتوراة من قبل، فكان ذلك منهم كفرا على كفر.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان: و قوله:
(فباءوا بغضب على غضب)معناه: رحبت
اليهود من
بنيإسرائيل بعد ما كانوا عليه من الإنتصار بمحمد، والاستفتاح به، والاخبار بأنه نبي مبعوث، مرتدين ناكصين على أعقابهم حين بعثه الله نبيا، بغضب من الله استحقوه منه بكفرهم. وقال مؤرج: معنى باءوا بغضب: استوجبوا اللعنة بلغة جرهم. ولا يقال باء مفردة حتى يقال إما بخير وإما بشر. وقال أبو عبيدة: فباؤا بغضب احتملوه، وأقروا به. وأصل البوء: التقرير والاستقرار. وقوله: (على غضب) فيه أقوال أحدها: إن الغضب الأول: حين غيروا
التوراة قبل مبعث النبي، والغضب الثاني: حين كفروا بمحمد(صلىاللهعليهوآلهوسلم)، عن عطاء، وغيره. وثانيها: إن الغضب الأول: حين عبدوا العجل، والثاني: حين كفروا بمحمد، عن السدي. وثالثها: إن الأول: حين كفروا
بعيسى عليهالسلام، والثاني: حين كفروا بمحمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم)، عن الحسن، وعكرمة، وقتادة. ورابعها: إن ذلك على التوكيد والمبالغة إذ كان الغضب لازما لهم، فيتكرر عليهم، عن أبي مسلم، والأصم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.