تاثیر العقائد والاخلاق في المسائل الفقهیة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تاثیر العقائد والاخلاق في المسائل الفقهیة: لا شك أنّ الاخلال
بالعقائد و
الاخلاق یؤدّی ایضاً الی الاخلال بالعمل
بالشریعة والشاهد البیّن علی المدّعی هو وجود امور اخلاقیة وقضایا عقائدیة کثیرة في ابواب
الفقه وفيما یلی اشارة الی بعضها: ۱. انّ القسم الاهمّ من الفقه یبحث في
الامور العبادیة التی ترتکز علی النیّة الخالصة وقصد القربة، وهذه بدورها ترتبط بالمسائل الاخلاقیة والعقائدیة. ۲: ورد في روایة عن الامام الصادق (علیهالسّلام) انّ الاعمال العبادیة التی یتکفّل بها علم «الفقه» اذا اختلطت
بالرذائل الاخلاقیة کالعجب و
نسیان الذنب مثلًا فانّها ستحبط.
تبیّن فيما سبق التاثیر العمیق «
للفقه» في
العقائد و
الاخلاق، واتّضح بجَلاء انّ الاخلال «بالفقه» الذی یعدّ ثلث الدین، ای فيما یستنبطه
الفقیه من
الشریعة یؤدّی بالاخلال بالثلثین الآخرین، ولکنّ الملاحظة الجدیرة بالاهتمام هو انّ العکس صحیح ایضاً، فالاخلال بالعقائد والاخلاق یؤدّی ایضاً الی الاخلال بالعمل بالشریعة والشاهد البیّن علی المدّعی هو وجود امور اخلاقیة وقضایا عقائدیة کثیرة في ابواب الفقه وفيما یلی اشارة الی بعضها:
ا) انّ القسم الاهمّ من الفقه یبحث في الامور العبادیة التی ترتکز علی
النیّة الخالصة و
قصد القربة، وهذه بدورها ترتبط بالمسائل الاخلاقیة والعقائدیة، حتّی بالنسبة للاعمال
التوصّلیة بالرغم من انّ قصد القربة فيها لیس شرطاً في صحّة العمل ولکن لا شکّ في انّ قصد القربة فيها سبب في کمالها.
ویتّفق جمیع
الفقهاء علی انّ
تزکیة العبادة من
الریاء شرط في مطلق العبادات، فلو انّ
المکلّف قصد من عبادته
الریاء فانّ عمله باطل ویرتکب بذلک معصیة کبیرة، لانّه قد اشرک ب
اللَّه تعالی، وحتّی انّه لو قصد الریاء ببعض اجزاء الواجب او المستحبّ في الاعمال العبادیة او کان اصل عمله للَّهتعالی ولکنّ اداءَه في مکان خاصّ کالمسجد، او في زمان معیّن کاوّل الوقت کان بقصد الریاء، فعمله باطل.
ورد في الروایات عن النبیّ الاکرم (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) و
ائمّة اهل البیت علیهم السلام: قال اللَّه عزّ وجلّ: «انا خَیرُ شریکٍ، مَن اشْرَکَ مَعِی غَیْری في عَمَلٍ عَمِلَه لم اقْبَلْهُ الّاما کان لی خالِصاً».
وکذلک ورد: «انّک لن یُتَقَبَّلَ مِن عَملِک الّاما اخْلَصْتَ فيه».
ب) جاء في بعض الروایات:«انّ
حُسْنَ الخُلُقِ یُذِیبُ الخَطِیئةَ... وانّ سُوءَ الخُلُقِ لَیُفْسِدُ العَمَل...» .
ج) انّ
الصدقات المستحبّة التی تختلط وتقترن بالمنّ والاذی في جزئیاتها وخصوصیاتها طبقاً للآیة الشریفة: «یَا اَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقَاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَالْاَذَی»
تقع باطلة لا یثاب علیها الانسان، فالمنّ والاذی من الرذائل الاخلاقیة.
د) ورد في روایة عن الامام الصادق (علیهالسّلام) انّ الاعمال العبادیة التی یتکفّل بها علم «الفقه» اذا اختلطت بالرذائل الاخلاقیة کالعجب ونسیان الذنب مثلًا فانّها ستحبط:«قال ابلیسُ: اذا استَمْکَنتُ من ابنِ آدَمَ في ثلاثٍ لم اُبالِ ما عَمِل، فانَّه غَیرُ مَقبولٍ منه: اذا استَکْثَر عَملَه ونَسِیَ ذَنْبَه ودَخَله العُجْب».
ه) ورد في حدیث عن الرسول الاکرم (صلیاللهعلیهو آلهوسلّم) التصریح بانّ
الاعمال الصالحة لا ثمرة فيها بدون ورع و
حسن الخلق: «ثَلاثةٌ من لم تَکُن فيه لَم یَقُم له عَمَل: وَرَعٌ یَحجُزه عن مَعاصی اللَّه عزّوجلّ، وخُلُق یُدارِی به الناس، وحِلمٌ یَرُدُّ بهِ جَهْل الجاهِل».
موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المأخوذ من عنوان «تاثیر العقائد والاخلاق في المسائل الفقهیة» ج۱، ص۳۹-۴۰.