تصنیف:یوسف
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
صبأ:
(وَ النَّصارى وَ الصَّابِئِينَ) إن
«صبأ» تعني الخروج من
الدين إلى دين آخر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«صبأ» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ الَّذِينَ هَادُواْ وَ النَّصَارَى وَ الصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ وَ عَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: بالذين آمنوا في صدر الآية هم المتصفون بالايمان ظاهرا المتسمون بهذا الاسم فيكون محصل المعنى أن الاسماء والتسمي بها مثل
المؤمنين و
اليهود و
النصارى و
الصابئين لا يوجب عند
الله (تعالى) أجرا ولا أمنا من
العذاب كقولهم:
(لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)،
وإنما ملاك الامر وسبب الكرامة و
السعادة حقيقة
الايمان بالله و
اليوم الآخر و
العمل الصالح.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان: إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» اختلف في هؤلاء المؤمنين من هم فقال قوم هم الذين آمنوا بعيسى ثم لم يتهودوا و لم ينتصروا و لم يصباوا و انتظروا خروج محمد ص و قيل هم طلاب الدين منهم حبيب النجار و قس بن ساعدة و زيد بن عمرو بن نفيل و ورقة بن نوفل و البراء الشني و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي و بحير الراهب و وفد النجاشي آمنوا بالنبي ص قبل مبعثه فمنهم من أدركه و تابعه و منهم من لم يدركه و قيل هم مؤمنوا الأمم الماضية و قيل هم المؤمنون من هذه الأمة و قال السدي هو سلمان الفارسي و أصحابه النصارى الذين كان قد تنصر على أيديهم قبل مبعث رسول الله و كانوا قد أخبروه بأنه سيبعث و أنهم يؤمنون به أن أدركوه و اختلفوا في قوله «مَنْ آمَنَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» فقال قوم هو خبر عن الذين هادوا و النصارى و الصابئين و الضمير يرجع إليهم لأن الذين آمنوا قد كانوا مؤمنين فلا معنى أن يشرط فيهم استئناف الإيمان فكأنه قال أن الذين آمنوا و من آمن من اليهود و النصارى و الصابئين بالله و اليوم الآخر فلهم أجرهم و قال آخرون من آمن منهم الضمير راجع إلى الكل و يكون رجوعه إلى الذين آمنوا بمعنى الثبات منهم إيمانهم و الاستقامة و ترك التبديل و إلى الذين هادوا و النصارى و الصابئين بمعنى استئناف الإيمان بالنبي ص و ما جاء به و قال بعضهم أراد من آمن بمحمد ص بعد الإيمان بالله و بالكتب المتقدمة لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر و نظيره قوله «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ وَ آمَنُوا بِمََا نُزِّلَ عَلىََ مُحَمَّدٍ » و روي عن ابن عباس أنه قال أنها منسوخة بقوله «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اَلْإِسْلاََمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ» و هذا بعيد لأن النسخ لا يجوز أن يدخل الخبر الذي هو متضمن للوعد و إنما يجوز دخوله في الأحكام الشرعية التي يجوز تغيرها و تبدلها بتغير المصلحة فالأولى أن يحمل على أنه لم يصح هذا القول عن ابن عباس و قال قوم أن حكمها ثابت و المراد بها أن الذين آمنوا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم من المنافقين و اليهود و النصارى و الصابئين إذا آمنوا بعد النفاق و أسلموا بعد العناد كان لهم أجرهم عند ربهم كمن آمن في أول استدعائه إلى الإيمان من غير نفاق و لا عناد لأن قوما من المسلمين قالوا أن من أسلم بعد نفاقه و عناده كان ثوابه أنقص و أجره أقل فأخبر الله بهذه الآية أنهم سواء في الأجر و الثواب و قوله «بِاللََّهِ» أي بتوحيد الله و صفاته و عدله «وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» يعني يوم القيامة و البعث و النشور و الجنة و النار «وَ عَمِلَ صََالِحاً» أي عمل ما أمره الله به من الطاعات و إنما لم يذكر ترك المعاصي لأن تركها من الأعمال الصالحة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.